:
:
لطائــف قرآنية ..
للـ أ : فهد الجريـوي ..
هذه سلسلة بعنوان لطائف قرآنية قمت بإعدادها على مدى أربعة أعوام
تم فيها قراءة أكثر من مئتي كتاب انتقيت منها هذه اللطائف ولله الحمد
وسبق أن نشرتها في ملتقى أهل التفسير في شهر رمضان على مدى ثلاثة أعوام .
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المتدبرين ومن ورثة جنة النعيم .
:
لطائــف قرآنية ..
للـ أ : فهد الجريـوي ..
هذه سلسلة بعنوان لطائف قرآنية قمت بإعدادها على مدى أربعة أعوام
تم فيها قراءة أكثر من مئتي كتاب انتقيت منها هذه اللطائف ولله الحمد
وسبق أن نشرتها في ملتقى أهل التفسير في شهر رمضان على مدى ثلاثة أعوام .
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المتدبرين ومن ورثة جنة النعيم .
: لطائف قرآنية :
لعلها أن تكون غيثاً على جدب ، وفراتاً على ظمأ ، يزداد بها المهتدي هدى ، ويبدل الجافي إلفا .
وأسأل العظيم ذا السلطان
الأمن من مكايد الشيطان
وأن تكون خلصاً بلا ريا
لوجه من له السنا والكبريا
وأن يثيبنا بها لطفاً إذا
حللنا الأجداث ويكفينا الأذى
: ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب :
لعلها أن تكون غيثاً على جدب ، وفراتاً على ظمأ ، يزداد بها المهتدي هدى ، ويبدل الجافي إلفا .
وأسأل العظيم ذا السلطان
الأمن من مكايد الشيطان
وأن تكون خلصاً بلا ريا
لوجه من له السنا والكبريا
وأن يثيبنا بها لطفاً إذا
حللنا الأجداث ويكفينا الأذى
: ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب :
لطائف قرآنية : 1 :
إن العالم في عذاب ، وعندكم كنز الرحمة ، وإن العالم في احتراب ، وعندكم منبع السلم ، وإن العالم في غمة الشك ، وعندكم مشرق اليقين . فهل يجمل بكم أن تعطلوه فلا تنتفعوا به ولا تنفعوا ؟
أحيوا قرآنكم تحيوا به ، حققوه يتحقق وجودكم به ، أفيضوا من أسراره على سرائركم ، ومن آدابه على نفوسكم ، ومن حكمه على عقولكم ، تكونوا أطباء ، ويكن بكم دواء .
محمد البشير الإبراهيمي ـ آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي .
، ، ،
جعل الله الصيام معادلاً لتحرير الرقبة في ثلاثة أحكام من كتابه . إذ جعل على من قتل مؤمناً خطأ تحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله ( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ) ، وجعل الذين يظاهرون من نسائهم ، ثم يعودون لما قالوا تحرير رقبة من قبل أن يتماسا : ( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ) وجعل كفارة اليمين تحرير رقبة : ( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ) .
فانظر لما كتب الله على من ارتكب شيئاً من هذه الخطايا الثلاث : أن يحرر رقبة مؤمنة من رق الاستعباد ، فإن لم يجدها فعليه أن يعمل على تحرير نفسه من رق مطالب الحياة ، ورق ضرورات البدن ، ورق شهوات النفس ، فالصيام كما ترى هو عبادة الأحرار . فتأمل معنى الصيام من حيث نظرت إليه ، هو عتق النفس الإنسانية من كل رق .
محمود شاكر ـ عبادة الأحرار .
، ، ،
قال تعالى عن عباده : ( يحبهم ويحبونه )
سبحان من سبقت محبته لأحبائه ، فمدحهم على ما هب لهم ، واشترى منهم ما أعطاهم وقدم المتأخر من أوصافهم لموضع إيثارهم ، فباهى بهم في صومهم ، وأحب خلوف أفواههم .
فيالها من حالة مصونة لا يقدر عليها كل طالب ! ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب .
ابن الجوزي ـ صيد الخاطر .
، ، ،
قال تعالى : ( وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً ) .
لم يقل تعالى : كلوا ما رزقكم ، ولكن قال : ( كلوا مما رزقكم الله ) وكلمة ( من ) للتبعيض ، فكأنه قال : اقتصروا في الأكل على البعض واصرفوا البقية إلى الصدقات و الخيرات .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
، ، ،
قال تعالى ذاكراً وعيد الشيطان :
( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ).
أتاك الشيطان يا ابن آدم من كل وجه ، غير أنه لم يأتك من فوقك ، لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله .
قتادة السدوسي ـ إغاثة اللهفان لابن القيم .
لطيفة علمية : 1 :
الصوم :
حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع . لكل فريضة حكمة ، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة ، يستثير الشفقة ، ويحض على الصدقة ، يكسر الكبر ، ويعلم الصبر ، ويسن خلال البر . حتى إذا جاع من ألف الشبع ، وحرم المترف أسباب المتع ، عرف الحرمان كيف يقع ، والجوع كيف ألمه إذا لذع .
أحمد شوقي ـ أسواق الذهب .
إن العالم في عذاب ، وعندكم كنز الرحمة ، وإن العالم في احتراب ، وعندكم منبع السلم ، وإن العالم في غمة الشك ، وعندكم مشرق اليقين . فهل يجمل بكم أن تعطلوه فلا تنتفعوا به ولا تنفعوا ؟
أحيوا قرآنكم تحيوا به ، حققوه يتحقق وجودكم به ، أفيضوا من أسراره على سرائركم ، ومن آدابه على نفوسكم ، ومن حكمه على عقولكم ، تكونوا أطباء ، ويكن بكم دواء .
محمد البشير الإبراهيمي ـ آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي .
، ، ،
جعل الله الصيام معادلاً لتحرير الرقبة في ثلاثة أحكام من كتابه . إذ جعل على من قتل مؤمناً خطأ تحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله ( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ) ، وجعل الذين يظاهرون من نسائهم ، ثم يعودون لما قالوا تحرير رقبة من قبل أن يتماسا : ( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ) وجعل كفارة اليمين تحرير رقبة : ( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ) .
فانظر لما كتب الله على من ارتكب شيئاً من هذه الخطايا الثلاث : أن يحرر رقبة مؤمنة من رق الاستعباد ، فإن لم يجدها فعليه أن يعمل على تحرير نفسه من رق مطالب الحياة ، ورق ضرورات البدن ، ورق شهوات النفس ، فالصيام كما ترى هو عبادة الأحرار . فتأمل معنى الصيام من حيث نظرت إليه ، هو عتق النفس الإنسانية من كل رق .
محمود شاكر ـ عبادة الأحرار .
، ، ،
قال تعالى عن عباده : ( يحبهم ويحبونه )
سبحان من سبقت محبته لأحبائه ، فمدحهم على ما هب لهم ، واشترى منهم ما أعطاهم وقدم المتأخر من أوصافهم لموضع إيثارهم ، فباهى بهم في صومهم ، وأحب خلوف أفواههم .
فيالها من حالة مصونة لا يقدر عليها كل طالب ! ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب .
ابن الجوزي ـ صيد الخاطر .
، ، ،
قال تعالى : ( وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً ) .
لم يقل تعالى : كلوا ما رزقكم ، ولكن قال : ( كلوا مما رزقكم الله ) وكلمة ( من ) للتبعيض ، فكأنه قال : اقتصروا في الأكل على البعض واصرفوا البقية إلى الصدقات و الخيرات .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
، ، ،
قال تعالى ذاكراً وعيد الشيطان :
( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ).
أتاك الشيطان يا ابن آدم من كل وجه ، غير أنه لم يأتك من فوقك ، لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله .
قتادة السدوسي ـ إغاثة اللهفان لابن القيم .
لطيفة علمية : 1 :
الصوم :
حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع . لكل فريضة حكمة ، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة ، يستثير الشفقة ، ويحض على الصدقة ، يكسر الكبر ، ويعلم الصبر ، ويسن خلال البر . حتى إذا جاع من ألف الشبع ، وحرم المترف أسباب المتع ، عرف الحرمان كيف يقع ، والجوع كيف ألمه إذا لذع .
أحمد شوقي ـ أسواق الذهب .
لطائف قرآنية : 2 :
تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والاجتماعية والأدبية وغيرها ، والتي لم أقرأها أكثر من مرة واحدة ـ وما أكثر الكتب التي للزينة فقط ـ ، ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائماً هو كتاب المسلمين القرآن . فكلما أحسست بالإجهاد وأردت أن تنفتح لي أبواب المعاني والكمالات ، طالعت القرآن حيث أني لا أحس بالتعب أو الملل بمطالعته بكثرة .
الفيلسوف الفرنسي الملحد جوزيف آرنست ـ المراحل الثمان لطالب فهم القرآن للعويد .
، ، ،
قال تعالى عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم )
فأشارت هذه الآية إلى أن محبة الرسول ، وحقيقة ما جاء به ، إذا كان في القلب ؛ فإن الله لا يعذبه في الدنيا ولا في الآخرة . وإذا كان وجود الرسول في القلب مانعاً من تعذيبه ، فكيف بوجود الرب تعالى في القلب ! !
ابن القيم ـ الكلام في مسألة السماع .
، ، ،
قال تعالى : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) .
وإذا كان الوعيد في الركون إلى الظلمة فكيف حال الظلمة أنفسهم ؟ ! نسأل الله العافية من الظلم .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن .
، ، ،
قال تعالى في قصة يوسف :( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ) .
ولا يزال لطف الله بعبده ، فبعد أن حجب الشيطان في قلوب إخوته معاني الأخوة ، قذف الله في قلب عزيز مصر معاني الأبوة .
ناصر العمر ـ آيات للسائلين .
، ، ،
لطيفة علمية : 2 :
يا منقطعين عن القوم ، سيروا في بادية الدجى ، وانتحبوا بواد الذل ، فإذا فتح باب للواصلين ، فدونكم ، فاهجموا هجوم الوانين ، وابسطوا أكف : ( وتصدق علينا ) لعل هاتف الرحمة يقول : ( لا تثريب عليكم ) .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والاجتماعية والأدبية وغيرها ، والتي لم أقرأها أكثر من مرة واحدة ـ وما أكثر الكتب التي للزينة فقط ـ ، ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائماً هو كتاب المسلمين القرآن . فكلما أحسست بالإجهاد وأردت أن تنفتح لي أبواب المعاني والكمالات ، طالعت القرآن حيث أني لا أحس بالتعب أو الملل بمطالعته بكثرة .
الفيلسوف الفرنسي الملحد جوزيف آرنست ـ المراحل الثمان لطالب فهم القرآن للعويد .
، ، ،
قال تعالى عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم )
فأشارت هذه الآية إلى أن محبة الرسول ، وحقيقة ما جاء به ، إذا كان في القلب ؛ فإن الله لا يعذبه في الدنيا ولا في الآخرة . وإذا كان وجود الرسول في القلب مانعاً من تعذيبه ، فكيف بوجود الرب تعالى في القلب ! !
ابن القيم ـ الكلام في مسألة السماع .
، ، ،
قال تعالى : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) .
وإذا كان الوعيد في الركون إلى الظلمة فكيف حال الظلمة أنفسهم ؟ ! نسأل الله العافية من الظلم .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن .
، ، ،
قال تعالى في قصة يوسف :( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ) .
ولا يزال لطف الله بعبده ، فبعد أن حجب الشيطان في قلوب إخوته معاني الأخوة ، قذف الله في قلب عزيز مصر معاني الأبوة .
ناصر العمر ـ آيات للسائلين .
، ، ،
لطيفة علمية : 2 :
يا منقطعين عن القوم ، سيروا في بادية الدجى ، وانتحبوا بواد الذل ، فإذا فتح باب للواصلين ، فدونكم ، فاهجموا هجوم الوانين ، وابسطوا أكف : ( وتصدق علينا ) لعل هاتف الرحمة يقول : ( لا تثريب عليكم ) .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
لطائف قرآنية : 3 :
تأثير القرآن في نفوس المؤمنين بمعانيه لا بأنغامه ، وبمن يتلوه من العاملين به لا بمن يجوده من المحترفين به ، ولقد زلزل المؤمنون بالقرآن الأرض يوم زلزلت معانيه نفوسهم ، وفتحوا به الدنيا يوم فتحت حقائقه عقولهم ، وسيطروا به على العالم يوم سيطرت مبادئه على أخلاقهم ورغباتهم ، وبهذا يعيد التاريخ سيرته الأولى .
مصطفى السباعي ـ هكذا علمتني الحياة .
، ، ،
قال تعالى ذاكراً خبر موسى مع فتاه يوشع :( فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ) .
موسى لم ينصب ، ولم يقل : لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ، إلا منذ جاوز الموضع الذي حده الله تعالى له . فلعل الحكمة في إنساء يوشع أن يستيقظ موسى ، لمنة الله تعالى على المسافر في طاعة وطلب علم ، بالتيسير عليه وحمل الأعباء عنه . وتلك سنة الله الجارية في حق من صحت له نية في عبادة من العبادات ، أن ييسرها ويحمل عنه مؤنتها ، ويتكفل به ما دام على تلك الحالة . فما أورد الله تعالى قصص أنبيائه ليسمر بها الناس ، ولكن ليشمر الخلق لتدبرها ، واقتباس أنوارها ومنافعها عاجلاً وآجلاً .
الناصر ـ محاسن التأويل للقاسمي .
، ، ،
قال تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي ) .
وفي إدماج تلقين الدعاء بإصلاح ذريته مع أن سياق الكلام في الإحسان إلى الوالدين ، إيماء إلى أن المرء يلقى من إحسان أبنائه إليه مثل ما لقي أبواه من إحسانه إليهما .
الطاهر ابن عاشور ـ التحرير والتنوير .
، ، ،
لو رأيت أهل القبور في وثاق الأسر ، فلا يستطيعون الحركة إلى نجاة : ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) ! يا منفقاً بضاعة العمر في مخالفة حبيبه ، والبعد عنه ، ليس في أعدائك أشد عليك منك .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
، ، ،
لطيفة علمية : 3 :
قال رسول الله : ( وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً عنه ) . اعلم أنه لا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وغيرهم بالاستغفار والدعاء له و تضع له أجنحتها ، وإنه لينافس في دعاء الرجل الصالح أو من يُظن صلاحه ، فكيف بدعاء الملائكة ؟ !
ابن جماعة الكناني ـ تذكرة السامع والمتكلم ـ في أدب العالم والمتعلم .
تأثير القرآن في نفوس المؤمنين بمعانيه لا بأنغامه ، وبمن يتلوه من العاملين به لا بمن يجوده من المحترفين به ، ولقد زلزل المؤمنون بالقرآن الأرض يوم زلزلت معانيه نفوسهم ، وفتحوا به الدنيا يوم فتحت حقائقه عقولهم ، وسيطروا به على العالم يوم سيطرت مبادئه على أخلاقهم ورغباتهم ، وبهذا يعيد التاريخ سيرته الأولى .
مصطفى السباعي ـ هكذا علمتني الحياة .
، ، ،
قال تعالى ذاكراً خبر موسى مع فتاه يوشع :( فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ) .
موسى لم ينصب ، ولم يقل : لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ، إلا منذ جاوز الموضع الذي حده الله تعالى له . فلعل الحكمة في إنساء يوشع أن يستيقظ موسى ، لمنة الله تعالى على المسافر في طاعة وطلب علم ، بالتيسير عليه وحمل الأعباء عنه . وتلك سنة الله الجارية في حق من صحت له نية في عبادة من العبادات ، أن ييسرها ويحمل عنه مؤنتها ، ويتكفل به ما دام على تلك الحالة . فما أورد الله تعالى قصص أنبيائه ليسمر بها الناس ، ولكن ليشمر الخلق لتدبرها ، واقتباس أنوارها ومنافعها عاجلاً وآجلاً .
الناصر ـ محاسن التأويل للقاسمي .
، ، ،
قال تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي ) .
وفي إدماج تلقين الدعاء بإصلاح ذريته مع أن سياق الكلام في الإحسان إلى الوالدين ، إيماء إلى أن المرء يلقى من إحسان أبنائه إليه مثل ما لقي أبواه من إحسانه إليهما .
الطاهر ابن عاشور ـ التحرير والتنوير .
، ، ،
لو رأيت أهل القبور في وثاق الأسر ، فلا يستطيعون الحركة إلى نجاة : ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) ! يا منفقاً بضاعة العمر في مخالفة حبيبه ، والبعد عنه ، ليس في أعدائك أشد عليك منك .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
، ، ،
لطيفة علمية : 3 :
قال رسول الله : ( وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً عنه ) . اعلم أنه لا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وغيرهم بالاستغفار والدعاء له و تضع له أجنحتها ، وإنه لينافس في دعاء الرجل الصالح أو من يُظن صلاحه ، فكيف بدعاء الملائكة ؟ !
ابن جماعة الكناني ـ تذكرة السامع والمتكلم ـ في أدب العالم والمتعلم .
لطائف قرآنية : 4 :
قال تعالى : ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً * وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ) ، وقال تعالى : ( فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً ) .
فلو كان المؤمنون لا يفقهونه أيضاً لكانوا مشاركين للكفار والمنافقين فيما ذمهم الله تعالى به .
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
، ، ،
قال تعالى : ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا )
فمن كان في قلبه غل وحقد وحسد وضغينة على إخوته المسلمين فنصيبه من هذا الثناء من الله في الآية الكريمة يقل ويضعف بقدر ما عنده من هذا المرض العضال .
سليمان اللاحم ـ تنوير العقول والأذهان في تفسير مفصل القرآن .
، ، ،
قال تعالى : ( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه )
أشارت الآية إلى أن غير المجرم لا يود ذلك ؛ لأنه قد افتدى في الدنيا من عذاب يؤمئذ بالتقوى والإيمان ، وإنما هو في هذا اليوم لا يحزنه الفزع الأكبر ويأمل اجتماعه بمن صلح من آبائه وأبنائه وأحبابه في جنات النعيم .
السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية .
، ، ،
عن حفص بن حميد قال : قال لي زياد بن جرير : اقرأ علي ، فقرأت عليه : ( ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك ) . فقال : يا ابن أم زياد : أنقض ظهر رسول الله ؟ فجعل يبكي كما يبكي الصبي .
حلية الأولياء لأبي نعيم .
، ، ،
لطائف علمية : 4 :
ـ قال أبو أمامة بن سهل بن حنيف : دخلت أنا وعروة بن الزبير على عائشة فقالت : لو رأيتما رسول الله في مرض له ، وكانت عندي ستة دنانير ـ أو سبعة ـ فأمرني رسول الله أن أفرقها . قالت : فشغلني وجع النبي ، حتى عافاه الله . ثم سألني عنها فقال : ( ما فعلت ؟ أكنت فرّقت الستة الدنانير ؟ ) فقلت : لا ، والله لقد كان شغلني وجعك . قالت : فدعا بها ، فوضعها في كفه ، فقال : ( ما ظن نبي الله لو لقي الله ، وهذه عنده ؟ )
فيا لله ! ما ظن أصحاب الكبائر والظلمة بالله إذا لقوه ، ومظالم العباد عندهم ؟
ابن القيم ـ الجواب الكافي .
قال تعالى : ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً * وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ) ، وقال تعالى : ( فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً ) .
فلو كان المؤمنون لا يفقهونه أيضاً لكانوا مشاركين للكفار والمنافقين فيما ذمهم الله تعالى به .
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
، ، ،
قال تعالى : ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا )
فمن كان في قلبه غل وحقد وحسد وضغينة على إخوته المسلمين فنصيبه من هذا الثناء من الله في الآية الكريمة يقل ويضعف بقدر ما عنده من هذا المرض العضال .
سليمان اللاحم ـ تنوير العقول والأذهان في تفسير مفصل القرآن .
، ، ،
قال تعالى : ( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه )
أشارت الآية إلى أن غير المجرم لا يود ذلك ؛ لأنه قد افتدى في الدنيا من عذاب يؤمئذ بالتقوى والإيمان ، وإنما هو في هذا اليوم لا يحزنه الفزع الأكبر ويأمل اجتماعه بمن صلح من آبائه وأبنائه وأحبابه في جنات النعيم .
السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية .
، ، ،
عن حفص بن حميد قال : قال لي زياد بن جرير : اقرأ علي ، فقرأت عليه : ( ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك ) . فقال : يا ابن أم زياد : أنقض ظهر رسول الله ؟ فجعل يبكي كما يبكي الصبي .
حلية الأولياء لأبي نعيم .
، ، ،
لطائف علمية : 4 :
ـ قال أبو أمامة بن سهل بن حنيف : دخلت أنا وعروة بن الزبير على عائشة فقالت : لو رأيتما رسول الله في مرض له ، وكانت عندي ستة دنانير ـ أو سبعة ـ فأمرني رسول الله أن أفرقها . قالت : فشغلني وجع النبي ، حتى عافاه الله . ثم سألني عنها فقال : ( ما فعلت ؟ أكنت فرّقت الستة الدنانير ؟ ) فقلت : لا ، والله لقد كان شغلني وجعك . قالت : فدعا بها ، فوضعها في كفه ، فقال : ( ما ظن نبي الله لو لقي الله ، وهذه عنده ؟ )
فيا لله ! ما ظن أصحاب الكبائر والظلمة بالله إذا لقوه ، ومظالم العباد عندهم ؟
ابن القيم ـ الجواب الكافي .
لطائف قرآنية : 5 :
قال تعالى : ( بل هو قرءان مجيد )
ووصف القرآن بأنه مجيد لا يعني أن المجد وصف للقرآن نفسه فقط ، بل هو وصف للقرآن ، ولمن تحمل هذا القرآن فحمله وقام بواجبه من تلاوته حق التلاوة ، فإنه سيكون له المجد والعزة والرفعة .
ابن عثيمين ـ تفسير جزء عم .
، ، ،
من طال وقوفه في الصلاة ليلاً ونهاراً لله ، وتحمل لأجله المشاق في مرضاته وطاعته ، خف عليه الوقوف يوم القيامة وسَهُل عليه ، وإن آثر الراحة هنا والدعة والبطالة والنعمة ، طال عليه الوقوف ذلك اليوم واشتدت مشقته عليه .
وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله : ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا)
فمن سبح الله ليلاً طويلاً ، لم يكن ذلك اليوم ثقيلاً عليه ، بل كان أخف شيء عليه .
ابن القيم ـ اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية .
، ، ،
قال تعالى : ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ) .
أدب العبد عنوان عقله ، وأن الله مريدٌ به خيرا .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
، ، ،
عن مالك بن مغول قال : شكا أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف ، فقال : استعن عليه بهذه الآية : ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي) .
حلية الأولياء لأبي نعيم .
، ، ،
لطيفة علمية : 5 :
قد صح عن رسول الله أنه قال : ( من قال سبحان الله العظيم وبحمده غُرست له نخلة في الجنة ) .
فالعجب لهذا يضيع زمانه في غير الغرس ، ولو أنه ذاق طعم النخيل لا ستكثر من غرس النخل.
ابن الجوزي ـ حفظ العمر
قال تعالى : ( بل هو قرءان مجيد )
ووصف القرآن بأنه مجيد لا يعني أن المجد وصف للقرآن نفسه فقط ، بل هو وصف للقرآن ، ولمن تحمل هذا القرآن فحمله وقام بواجبه من تلاوته حق التلاوة ، فإنه سيكون له المجد والعزة والرفعة .
ابن عثيمين ـ تفسير جزء عم .
، ، ،
من طال وقوفه في الصلاة ليلاً ونهاراً لله ، وتحمل لأجله المشاق في مرضاته وطاعته ، خف عليه الوقوف يوم القيامة وسَهُل عليه ، وإن آثر الراحة هنا والدعة والبطالة والنعمة ، طال عليه الوقوف ذلك اليوم واشتدت مشقته عليه .
وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله : ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا)
فمن سبح الله ليلاً طويلاً ، لم يكن ذلك اليوم ثقيلاً عليه ، بل كان أخف شيء عليه .
ابن القيم ـ اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية .
، ، ،
قال تعالى : ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ) .
أدب العبد عنوان عقله ، وأن الله مريدٌ به خيرا .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
، ، ،
عن مالك بن مغول قال : شكا أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف ، فقال : استعن عليه بهذه الآية : ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي) .
حلية الأولياء لأبي نعيم .
، ، ،
لطيفة علمية : 5 :
قد صح عن رسول الله أنه قال : ( من قال سبحان الله العظيم وبحمده غُرست له نخلة في الجنة ) .
فالعجب لهذا يضيع زمانه في غير الغرس ، ولو أنه ذاق طعم النخيل لا ستكثر من غرس النخل.
ابن الجوزي ـ حفظ العمر
لطائف قرآنية : 6 :
يقرأ المسلمون القرآن فيحركون ألسنتهم بلفظ كلماته وتجويد تلاوته ، ولكن لا يفكرون في وجوب تحريك عقولهم لفهم معانيه ، ويرون أن هذا هو الأصل في القراءة ، كأن القرآن ليس إلا كلاماً معداً للتلحين ولا يُطلب منهم إلا التسابق إلى حسن تلحينه وإدارته على البيات والرصد والعجم وهاتيك الأنغام !
وصار البر بالقرآن كل البر ، والعناية به كل العناية ، أن نتقن مخارج حروفه ونفخم مفخمه ونرقق مرققه ونحافظ على حدود مدوده ، ونعرف مواضع إخفاء النون وإظهارها ودغمها وقلبها والغنة بها . القرآن الذي أنزله الله أمراً ونهياً ومنهجاً كاملاً للمسلم في حياته الخاصة وحياته الاجتماعية ، يُكتفي منه بالتغني بألفاظه وتجويد تلاوته !
فهل ينفع القاضي أن يقرأ القانون مجوداً ثم لا يفهمه ولا يحكم به ؟ وإذا تلقى الضابط برقية القيادة هل ينجيه من المحكمة العسكرية أن يضعها على رأسه ويقبلها ويترنم بها ، ولا يحاول أن يدرك مضمونها .بل لو رأيتم رجلاً قعد يقرأ جريدة حتى أتمها كلها من عنوانها إلى آخر إعلان فيها ، فسألتموه : ما هي أخبارها ؟ فقال : والله ما أدري ، لم أحاول أن أتفهم معناها فماذا تقولون فيه ؟ أما تنكرونه وتنكرون عليه ؟ فكيف لا تنكرون على من يعكف على المصحف حتى يختم الختمة ، وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها ، ما فهم من معانيها شيئاً ؟ فمن أين جاءت هذه المصيبة ؟ وأي عدو من أعداء الله استطاع أن يلعب هذه اللعبة فيحرم المسلمين من قرآنهم وهو بين أيديهم ، وفي كل بيت نُسخ منه ، وهو يُتلى دائماً في كل مكان ؟ يحرمهم منه وهو في أيديهم وهو ملء أنظارهم وأسماعهم ؟
مسألة عجيبة جداً والله !
علي الطنطاوي ـ فصول إسلامية
، ، ،
قال تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ) .
إذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ، فلا أعظم إيماناً ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
، ، ،
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) .
قد يتوهم الجاهل من ظاهر هذه الآية الكريمة عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن نفس الآية فيها إشارة إلى أن ذلك فيما إذا بلغ جهده فلم يقبل منه المأمور ، وذلك في قوله تعالى : ( إذا اهتديتم ) لأن من ترك الأمر بالمعروف لم يهتد .
الشنقيطي ـ أضواء البيان .
، ، ،
لطائف علمية : 6 :
قال : ( ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) رواه مسلم .
سلوك الطريق يشمل الطريق الحسي الذي تقرعه الأقدام ، مثل أن يأتي الإنسان من بيته إلى مكان العلم سواء كان مكان العلم مسجداً أو مدرسة أو كلية أو غير ذلك ، ومن ذلك أيضاَ الرحلة في طلب العلم أن يرتحل الإنسان من بلده إلى بلد آخر يلتمس العلم فهذا سلك طريقاَ يلتمس فيه علماً .
والطريق الثاني الطريق المعنوي ، وهو أن يلتمس العلم من أفواه العلماء ومن بطون الكتب فالذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية وإن كان جالساً على كرسيه فإنه قد سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ولو كان جالساً .
ابن عثيمين ـ شرح رياض الصالحين
يقرأ المسلمون القرآن فيحركون ألسنتهم بلفظ كلماته وتجويد تلاوته ، ولكن لا يفكرون في وجوب تحريك عقولهم لفهم معانيه ، ويرون أن هذا هو الأصل في القراءة ، كأن القرآن ليس إلا كلاماً معداً للتلحين ولا يُطلب منهم إلا التسابق إلى حسن تلحينه وإدارته على البيات والرصد والعجم وهاتيك الأنغام !
وصار البر بالقرآن كل البر ، والعناية به كل العناية ، أن نتقن مخارج حروفه ونفخم مفخمه ونرقق مرققه ونحافظ على حدود مدوده ، ونعرف مواضع إخفاء النون وإظهارها ودغمها وقلبها والغنة بها . القرآن الذي أنزله الله أمراً ونهياً ومنهجاً كاملاً للمسلم في حياته الخاصة وحياته الاجتماعية ، يُكتفي منه بالتغني بألفاظه وتجويد تلاوته !
فهل ينفع القاضي أن يقرأ القانون مجوداً ثم لا يفهمه ولا يحكم به ؟ وإذا تلقى الضابط برقية القيادة هل ينجيه من المحكمة العسكرية أن يضعها على رأسه ويقبلها ويترنم بها ، ولا يحاول أن يدرك مضمونها .بل لو رأيتم رجلاً قعد يقرأ جريدة حتى أتمها كلها من عنوانها إلى آخر إعلان فيها ، فسألتموه : ما هي أخبارها ؟ فقال : والله ما أدري ، لم أحاول أن أتفهم معناها فماذا تقولون فيه ؟ أما تنكرونه وتنكرون عليه ؟ فكيف لا تنكرون على من يعكف على المصحف حتى يختم الختمة ، وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها ، ما فهم من معانيها شيئاً ؟ فمن أين جاءت هذه المصيبة ؟ وأي عدو من أعداء الله استطاع أن يلعب هذه اللعبة فيحرم المسلمين من قرآنهم وهو بين أيديهم ، وفي كل بيت نُسخ منه ، وهو يُتلى دائماً في كل مكان ؟ يحرمهم منه وهو في أيديهم وهو ملء أنظارهم وأسماعهم ؟
مسألة عجيبة جداً والله !
علي الطنطاوي ـ فصول إسلامية
، ، ،
قال تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ) .
إذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ، فلا أعظم إيماناً ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
، ، ،
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) .
قد يتوهم الجاهل من ظاهر هذه الآية الكريمة عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن نفس الآية فيها إشارة إلى أن ذلك فيما إذا بلغ جهده فلم يقبل منه المأمور ، وذلك في قوله تعالى : ( إذا اهتديتم ) لأن من ترك الأمر بالمعروف لم يهتد .
الشنقيطي ـ أضواء البيان .
، ، ،
لطائف علمية : 6 :
قال : ( ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) رواه مسلم .
سلوك الطريق يشمل الطريق الحسي الذي تقرعه الأقدام ، مثل أن يأتي الإنسان من بيته إلى مكان العلم سواء كان مكان العلم مسجداً أو مدرسة أو كلية أو غير ذلك ، ومن ذلك أيضاَ الرحلة في طلب العلم أن يرتحل الإنسان من بلده إلى بلد آخر يلتمس العلم فهذا سلك طريقاَ يلتمس فيه علماً .
والطريق الثاني الطريق المعنوي ، وهو أن يلتمس العلم من أفواه العلماء ومن بطون الكتب فالذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية وإن كان جالساً على كرسيه فإنه قد سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ولو كان جالساً .
ابن عثيمين ـ شرح رياض الصالحين
لطائف قرآنية : 7 :
من استوحش من الوحدة وهو حافظ لكتاب ربه فإن تلك الوحشة لا تزول أبداً .
أبو الحسن الخوارزمي ـ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي .
، ، ،
تأمل :
في سورة الفلق المستعاذ به مذكور بصفة واحدة وهي أنه رب الفلق ، والمستعاذ منه ثلاثة أنواع من الآفات ، وهي الغاسق والنفاثات والحاسد . أما سورة الناس فالمستعاذ به مذكور بصفات ثلاث : وهي الرب والملك والإله ، والمستعاذ منه آفة واحدة ، وهي الوسوسة . فما الفرق بين الموضعين ؟
أن الثناء يجب أن يتقدر بقدر المطلوب ، فالمطلوب في سورة الفلق سلامة النفس والبدن ، والمطلوب في سورة الناس سلامة الدين . وهذا تنبيه على أن مضرة الدين وإن قلت ، أعظم من مضار الدنيا وإن عظمت .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
، ، ،
قول تعالى : ( لا يمسه إلا المطهرون ).
فيه إشارة إلى أن القرءان الكريم لا ينتفع به إلا من طهر قلبه من الشرك ، والحقد ، والبغضاء ، ليكون طاهراً قابلاً لمعرفة المعاني .
ابن عثيمين ـ شرح صحيح مسلم
، ، ،
قال تعالى : ( وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
عن زهير الباني قال : مات ابن لمطرف بن عبدالله بن الشخير ، فخرج على الحي ـ قد رجّل جمته ، ولبس حلته ـ فقيل له : ما نرضى منك بهذا ، وقد مات ابنك ؛ فقال : أتأمروني أن أستكين للمصيبة ؟ فوالله ، لو أن الدنيا وما فيها لي ، فأخذها الله مني ، ووعدني عليها شربة ماء غداً ، ما رأيتها لتلك الشربة أهلاً ؛ فكيف : بالصلوات ، والهدى ، والرحمة .
حلية الأولياء لأبي نعيم .
، ، ،
لطيفة علمية : 7 :
قال : ( من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة ) . رواه مسلم .
والمشي إلى المسجد أفضل من الركوب ، وكان النبي لا يخرج إلى الصلاة إلا ماشياً حتى العيد يخرج إلى المصلى ماشياً . فإن الآتى للمسجد زائر الله ، والزيارة على الأقدام أقرب إلى الخضوع والتذلل ، كما قيل :
لو جئتكم زائراً أسعى على بصري
لم أد حقاً وأي الحق أديــت
ابن رجب الحنبلي ـ اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى .
من استوحش من الوحدة وهو حافظ لكتاب ربه فإن تلك الوحشة لا تزول أبداً .
أبو الحسن الخوارزمي ـ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي .
، ، ،
تأمل :
في سورة الفلق المستعاذ به مذكور بصفة واحدة وهي أنه رب الفلق ، والمستعاذ منه ثلاثة أنواع من الآفات ، وهي الغاسق والنفاثات والحاسد . أما سورة الناس فالمستعاذ به مذكور بصفات ثلاث : وهي الرب والملك والإله ، والمستعاذ منه آفة واحدة ، وهي الوسوسة . فما الفرق بين الموضعين ؟
أن الثناء يجب أن يتقدر بقدر المطلوب ، فالمطلوب في سورة الفلق سلامة النفس والبدن ، والمطلوب في سورة الناس سلامة الدين . وهذا تنبيه على أن مضرة الدين وإن قلت ، أعظم من مضار الدنيا وإن عظمت .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
، ، ،
قول تعالى : ( لا يمسه إلا المطهرون ).
فيه إشارة إلى أن القرءان الكريم لا ينتفع به إلا من طهر قلبه من الشرك ، والحقد ، والبغضاء ، ليكون طاهراً قابلاً لمعرفة المعاني .
ابن عثيمين ـ شرح صحيح مسلم
، ، ،
قال تعالى : ( وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
عن زهير الباني قال : مات ابن لمطرف بن عبدالله بن الشخير ، فخرج على الحي ـ قد رجّل جمته ، ولبس حلته ـ فقيل له : ما نرضى منك بهذا ، وقد مات ابنك ؛ فقال : أتأمروني أن أستكين للمصيبة ؟ فوالله ، لو أن الدنيا وما فيها لي ، فأخذها الله مني ، ووعدني عليها شربة ماء غداً ، ما رأيتها لتلك الشربة أهلاً ؛ فكيف : بالصلوات ، والهدى ، والرحمة .
حلية الأولياء لأبي نعيم .
، ، ،
لطيفة علمية : 7 :
قال : ( من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة ) . رواه مسلم .
والمشي إلى المسجد أفضل من الركوب ، وكان النبي لا يخرج إلى الصلاة إلا ماشياً حتى العيد يخرج إلى المصلى ماشياً . فإن الآتى للمسجد زائر الله ، والزيارة على الأقدام أقرب إلى الخضوع والتذلل ، كما قيل :
لو جئتكم زائراً أسعى على بصري
لم أد حقاً وأي الحق أديــت
ابن رجب الحنبلي ـ اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى .
لطائف قرآنية : 8 :
ما جلست إلى القرآن الكريم أتلوه وأتملى تفسيره وبلاغته وإعجازه ، إلا أحسست أني في جو مزيج من مهابة تبعث الإيمان ، وسعادة تمنح السكينة ، ونور يضيء جوانب النفس بالعلم الصحيح والإقناع البليغ والإمتاع المعجز ، فأهتف من أعماق نفسي : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما ) . ثم إني على تكراره أحس أن له بشاشة متجددة ، وأنه في كل قراءة يمنحني جديداً من المعرفة يتوج قديمها ، وطارفاً من البلاغة يزكي تليدها ، فأشعر بأني إزاء كنز لا تفنى عجائبه ، وبحر لا تحجب جواهره ، وزاد يغذي الروح رَوحاً وريحاناً ، وعطاء إلهي يتحف النفس إسلاماً وإيماناً .
فأردد في سعادة غامرة قوله عز وجل : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .
أحمد فرح عقيلان ـ من لطائف التفسير .
، ، ،
قال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون ) .
فإنما كبرت على غير الخاشعين لخلو قلوبهم من محبة الله تعالى وتكبيره وتعظيمه والخشوع له ، وقلة رغبتهم فيه ؛ فإن حضور العبد في الصلاة وخشوعه فيها ، وتكميله لها واستفراغه وسعه في إقامتها وإتمامها على قدر رغبته في الله .
قال تعالى : ( قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون ) فعلق سبحان الفلاح بخشوع المصلي في صلاته ، فمن فاته خشوع الصلاة لم يكن من أهل الفلاح .
ابن القيم ـ كتاب الصلاة .
، ، ،
قال تعالى ذاكراً وصية يعقوب لأبنائه : ( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله )
رغم كثرة المصائب وشدة النكبات و المتغيرات التي تعاقبت على نبي الله يعقوب ، إلا أن الذي لم يتغير أبداً هو حسن ظنه بربه تعالى .
صالح المغامسي ـ دمعة وتأملات في آيات قرآنية ( مطبوع ) .
، ، ،
لطيفة علمية : 8 :
قد يكون الواعظ صادقاً ، قاصداً للنصيحة ، إلا أن منهم من شرب الرئاسة في قلبه مع الزمان ، فيحب أن يُعظّم ، وعلامته إذا ظهر واعظ ينوب عنه ، أو يعينه على الخلق كره ذلك ، ولو صح قصده ، لم يكره أن يعينه على خلائق الخلق . وما هذه صفة المخلص في التعليم ، لأن مثل المخلص مثل الأطباء الذين يداوون المرضى لله سبحانه وتعالى ، فإذا شفي بعض المرضى على طبيب منهم فرح الآخر .
ابن الجوزي ـ تلبيس إبليس .
ما جلست إلى القرآن الكريم أتلوه وأتملى تفسيره وبلاغته وإعجازه ، إلا أحسست أني في جو مزيج من مهابة تبعث الإيمان ، وسعادة تمنح السكينة ، ونور يضيء جوانب النفس بالعلم الصحيح والإقناع البليغ والإمتاع المعجز ، فأهتف من أعماق نفسي : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما ) . ثم إني على تكراره أحس أن له بشاشة متجددة ، وأنه في كل قراءة يمنحني جديداً من المعرفة يتوج قديمها ، وطارفاً من البلاغة يزكي تليدها ، فأشعر بأني إزاء كنز لا تفنى عجائبه ، وبحر لا تحجب جواهره ، وزاد يغذي الروح رَوحاً وريحاناً ، وعطاء إلهي يتحف النفس إسلاماً وإيماناً .
فأردد في سعادة غامرة قوله عز وجل : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .
أحمد فرح عقيلان ـ من لطائف التفسير .
، ، ،
قال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون ) .
فإنما كبرت على غير الخاشعين لخلو قلوبهم من محبة الله تعالى وتكبيره وتعظيمه والخشوع له ، وقلة رغبتهم فيه ؛ فإن حضور العبد في الصلاة وخشوعه فيها ، وتكميله لها واستفراغه وسعه في إقامتها وإتمامها على قدر رغبته في الله .
قال تعالى : ( قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون ) فعلق سبحان الفلاح بخشوع المصلي في صلاته ، فمن فاته خشوع الصلاة لم يكن من أهل الفلاح .
ابن القيم ـ كتاب الصلاة .
، ، ،
قال تعالى ذاكراً وصية يعقوب لأبنائه : ( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله )
رغم كثرة المصائب وشدة النكبات و المتغيرات التي تعاقبت على نبي الله يعقوب ، إلا أن الذي لم يتغير أبداً هو حسن ظنه بربه تعالى .
صالح المغامسي ـ دمعة وتأملات في آيات قرآنية ( مطبوع ) .
، ، ،
لطيفة علمية : 8 :
قد يكون الواعظ صادقاً ، قاصداً للنصيحة ، إلا أن منهم من شرب الرئاسة في قلبه مع الزمان ، فيحب أن يُعظّم ، وعلامته إذا ظهر واعظ ينوب عنه ، أو يعينه على الخلق كره ذلك ، ولو صح قصده ، لم يكره أن يعينه على خلائق الخلق . وما هذه صفة المخلص في التعليم ، لأن مثل المخلص مثل الأطباء الذين يداوون المرضى لله سبحانه وتعالى ، فإذا شفي بعض المرضى على طبيب منهم فرح الآخر .
ابن الجوزي ـ تلبيس إبليس .
لطائف قرآنية : 9 :
وقد جرت سنة الله تعالى بأن الباحث عنه والمتمسك به ـ أي القرآن ـ يحصل له عز الدنيا وسعادة الآخرة .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
، ، ،
قال تعالى : ( ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيى ) .
الجزاء من جنس العمل ، فإنه في الدنيا لما لم يحيى الحياة النافعة الحقيقية التي خلق لها ، بل كانت حياته من جنس حياة البهائم ، ولم يكن ميتاً عديم الإحساس ، كانت حياته في الآخرة كذلك .
ابن القيم ـ شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل .
، ، ،
قال تعالى : ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى).
ذكر جل وعلا أنه لو عاجل الخلق بالعقوبة لأهلك جميع من في الأرض ، ولكنه حليم لا يعجل بالعقوبة ، لأن العجلة شأن من يخاف فوات الفرصة ، ورب السماوات والأرض لا يفوته شيء أراده .
الشنقيطي ـ أضواء البيان .
، ، ،
لطيفة علمية : 9 :
وإذا كان العبد ، وهو في الصلاة ليس له إلا ما عقل منها ، فليس له من عمره إلا ما كان فيه بالله ولله .
ابن القيم ـ الجواب الكافي .
وقد جرت سنة الله تعالى بأن الباحث عنه والمتمسك به ـ أي القرآن ـ يحصل له عز الدنيا وسعادة الآخرة .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
، ، ،
قال تعالى : ( ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيى ) .
الجزاء من جنس العمل ، فإنه في الدنيا لما لم يحيى الحياة النافعة الحقيقية التي خلق لها ، بل كانت حياته من جنس حياة البهائم ، ولم يكن ميتاً عديم الإحساس ، كانت حياته في الآخرة كذلك .
ابن القيم ـ شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل .
، ، ،
قال تعالى : ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى).
ذكر جل وعلا أنه لو عاجل الخلق بالعقوبة لأهلك جميع من في الأرض ، ولكنه حليم لا يعجل بالعقوبة ، لأن العجلة شأن من يخاف فوات الفرصة ، ورب السماوات والأرض لا يفوته شيء أراده .
الشنقيطي ـ أضواء البيان .
، ، ،
لطيفة علمية : 9 :
وإذا كان العبد ، وهو في الصلاة ليس له إلا ما عقل منها ، فليس له من عمره إلا ما كان فيه بالله ولله .
ابن القيم ـ الجواب الكافي .
لطائف قرآنية : 10 :
قال الله جل وعلا عن كتابه : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه )
أشار إليه سبحانه بأداة البعيد ( ذلك ) لعلو منزلته لأنه أشرف كتاب ، وأعظم كتاب ، وإذا كان القرآن عالي المكانة والمنزلة ، فلا بد أن يعود ذلك على المتمسك به بالعلو والرفعة ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ( ليظهره على الدين كله ) وكذلك ما وُصف به القرآن من الكرم ، والمدح ، والعظمة فهو وصف أيضاً لمن تمسك به
ابن عثيمين تفسير سورة البقرة .
، ، ،
قال تعالى في سورة الكهف : ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح ) .
قالت الحكماء : شبه الله سبحانه وتعالى الدنيا بالماء ؛ لأن الماء لا يستقر في موضع ، كذلك الدنيا لا تبقى على واحد ، ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة ؛ كذلك الدنيا ، ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى . ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها ، ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً ، وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً ، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر .
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .
، ، ،
إن الخلاف جبن ، وفشل ، وذهاب ريح ، والشاهد وحي الله ، لا يكاد يذكر الأحزاب بلفظ الجمع إلا في مقام الهزيمة والخلاف ، ( فاختلف الأحزاب ) ، ولا يكاد يذكر الحزب بلفظ مفرد إلا في مقام الخير والفلاح ( ألا إن حزب الله هم المفلحون ) .
لقد مللنا جمع التكسير لكثرة ما تردد ، وسئمنا منه لكثرة ما تعدد ، ونتطلع للجمع السالم الصحيح يحدو و يغرد .
على عبدالخالق القرني ـ إيماض البرق في شجاعة سيد الخلق ( مطبوع ) .
، ، ،
لطيفة علمية : 10 :
العجب ممن تعرض له حاجة ، فيصرف رغبته وهمته فيها إلى الله ليقضيها له ، ولا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والإعراض ، وشفائه من داء الشهوات والشبهات ! ولكن إذا مات القلب لم يشعر بمعصيته !
ابن القيم الفوائد
قال الله جل وعلا عن كتابه : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه )
أشار إليه سبحانه بأداة البعيد ( ذلك ) لعلو منزلته لأنه أشرف كتاب ، وأعظم كتاب ، وإذا كان القرآن عالي المكانة والمنزلة ، فلا بد أن يعود ذلك على المتمسك به بالعلو والرفعة ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ( ليظهره على الدين كله ) وكذلك ما وُصف به القرآن من الكرم ، والمدح ، والعظمة فهو وصف أيضاً لمن تمسك به
ابن عثيمين تفسير سورة البقرة .
، ، ،
قال تعالى في سورة الكهف : ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح ) .
قالت الحكماء : شبه الله سبحانه وتعالى الدنيا بالماء ؛ لأن الماء لا يستقر في موضع ، كذلك الدنيا لا تبقى على واحد ، ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة ؛ كذلك الدنيا ، ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى . ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها ، ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً ، وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً ، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر .
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .
، ، ،
إن الخلاف جبن ، وفشل ، وذهاب ريح ، والشاهد وحي الله ، لا يكاد يذكر الأحزاب بلفظ الجمع إلا في مقام الهزيمة والخلاف ، ( فاختلف الأحزاب ) ، ولا يكاد يذكر الحزب بلفظ مفرد إلا في مقام الخير والفلاح ( ألا إن حزب الله هم المفلحون ) .
لقد مللنا جمع التكسير لكثرة ما تردد ، وسئمنا منه لكثرة ما تعدد ، ونتطلع للجمع السالم الصحيح يحدو و يغرد .
على عبدالخالق القرني ـ إيماض البرق في شجاعة سيد الخلق ( مطبوع ) .
، ، ،
لطيفة علمية : 10 :
العجب ممن تعرض له حاجة ، فيصرف رغبته وهمته فيها إلى الله ليقضيها له ، ولا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والإعراض ، وشفائه من داء الشهوات والشبهات ! ولكن إذا مات القلب لم يشعر بمعصيته !
ابن القيم الفوائد
لطائف قرآنية : 11 :
إذا سمع المتعلم من العالم حديثاً ، فإنه يرغب في فهمه ، فكيف بمن يسمعون كلام الله من المبلغ عنه ؟ بل ومن المعلوم أن رغبة الرسول في تعريفهم معاني القرآن أعظم من رغبته في تعريفهم حروفه ، فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا تحصل المقصود ، إذ اللفظ إنما يراد للمعنى .
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
، ، ،
قال تعالى : ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) .
أضيف الجناح إلى الذل ـ وهو الهون واللين ـ إضافة موصوف إلى صفة ـ أي اخفض جناحك الذليل ، و هذا ليفيد هوانه وانكساره عند حياطتهما حتى يشعر بأنهما مخدومان للاستحقاق ، لا متفضل عليهما بالإحسان .
وفي ذكر هذه الصورة التي تشاهد من الطير تذكير بليغ مرقق للقلب موجب للرحمة وتنبيه للولد على حالته التي كان عليها معهما في صغره ، ليكون ذلك أبعث له على العمل وعدم رؤية عمله أمام ما قدما إليه .
عبدالحميد ابن باديس ـ مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ( تفسير ابن باديس ) .
، ، ،
قال تعالى : ( وتوكل على الحي الذي لايموت )
فإذا حقق العبد التوكل على الحي الذي لا يموت أحيا الله له أموره كلها وكملها وأتمها ، وهذا من المناسبات الحسنة التي ينتفع العبد باستحضارها وثبوتها في قلبه . فنسأل الله تعالى أن يرزقنا توكلاً يحيي به قلوبنا وأقوالنا وأفعالنا وديننا ودنيانا ، ولا يكلنا إلى أنفسنا ، ولا إلى غيره طرفة عين ، ولا أقل من ذلك إنه جواد كريم .
السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية .
، ، ،
لطيفة علمية : 11 :
( اختلف زيد ابن ثابت وابن عباس ، هل الحائض تخرج بدون طواف وداع أم لا ؟ فقال ابن عباس : تنفر ، وقال زيد : لا تنفر . فدخل زيد على عائشة فسألها فقالت : تنفر . فخرج زيد وهو يبتسم ويقول لابن عباس ما الكلام إلا ما قلت أنت ) .
هكذا يكون الإنصاف ، وزيد معلم ابن عباس ، فما لنا لا نقتدي بهم ، والله المستعان .
ابن عبدالبر ـ التمهيد .
إذا سمع المتعلم من العالم حديثاً ، فإنه يرغب في فهمه ، فكيف بمن يسمعون كلام الله من المبلغ عنه ؟ بل ومن المعلوم أن رغبة الرسول في تعريفهم معاني القرآن أعظم من رغبته في تعريفهم حروفه ، فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا تحصل المقصود ، إذ اللفظ إنما يراد للمعنى .
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
، ، ،
قال تعالى : ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) .
أضيف الجناح إلى الذل ـ وهو الهون واللين ـ إضافة موصوف إلى صفة ـ أي اخفض جناحك الذليل ، و هذا ليفيد هوانه وانكساره عند حياطتهما حتى يشعر بأنهما مخدومان للاستحقاق ، لا متفضل عليهما بالإحسان .
وفي ذكر هذه الصورة التي تشاهد من الطير تذكير بليغ مرقق للقلب موجب للرحمة وتنبيه للولد على حالته التي كان عليها معهما في صغره ، ليكون ذلك أبعث له على العمل وعدم رؤية عمله أمام ما قدما إليه .
عبدالحميد ابن باديس ـ مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ( تفسير ابن باديس ) .
، ، ،
قال تعالى : ( وتوكل على الحي الذي لايموت )
فإذا حقق العبد التوكل على الحي الذي لا يموت أحيا الله له أموره كلها وكملها وأتمها ، وهذا من المناسبات الحسنة التي ينتفع العبد باستحضارها وثبوتها في قلبه . فنسأل الله تعالى أن يرزقنا توكلاً يحيي به قلوبنا وأقوالنا وأفعالنا وديننا ودنيانا ، ولا يكلنا إلى أنفسنا ، ولا إلى غيره طرفة عين ، ولا أقل من ذلك إنه جواد كريم .
السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية .
، ، ،
لطيفة علمية : 11 :
( اختلف زيد ابن ثابت وابن عباس ، هل الحائض تخرج بدون طواف وداع أم لا ؟ فقال ابن عباس : تنفر ، وقال زيد : لا تنفر . فدخل زيد على عائشة فسألها فقالت : تنفر . فخرج زيد وهو يبتسم ويقول لابن عباس ما الكلام إلا ما قلت أنت ) .
هكذا يكون الإنصاف ، وزيد معلم ابن عباس ، فما لنا لا نقتدي بهم ، والله المستعان .
ابن عبدالبر ـ التمهيد .
الاستشفاء بالقرآن لن ينتفع به إلا من أخلص لله قلبه ونيته ، وتدبر الكتاب في عقله وسمعه ، وعمر به قلبه ، وأعمل فيه جوارحه وجعله سميره في ليله ونهاره وتمسك به وتدبره .
الزركشي ـ البرهان في علوم القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن يوسف
:
( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) .
محبة الصور المحرمة وعشقها من موجبات الشرك ، وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك وأبعد من الإخلاص كانت محبته بعشق الصور أشد ، وكلما كان أكثر إخلاصاً وأشد توحيداً كان أبعد من عشق الصور . ولهذا أصاب امرأة العزيز ما أصابها من العشق لشركها ونجا منه يوسف الصديق
بإخلاصه .
ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ).
اعلم أن هذه الآيات قد استوعبت جميع المؤمنين لأنهم إما المهاجرون أو الأنصار ، أو الذين جاؤوا من بعدهم ، وبيّن أن من شأن من جاء من بعد المهاجرين والأنصار أن يذكر السابقين وهم المهاجرون والأنصار بالدعاء والرحمة ، فمن لم يكن كذلك بل ذكرهم بسوء ، كان خارجاً من جملة أقسام المؤمنين بحسب نص هذه الآية .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ) .
من بدائع آياته
أن جعل هذه الصفات مختلفة فلا تكاد تسمع شخصين يتكلمان فيشبه صوت أحدهما صوت الآخر أو شكله ، وكذلك الصور وتخطيطها والألوان وتنويعها ، ولاختلاف ذلك وقع التعارف فإنك لو رأيت توأمين متشابهين لا يتميز عندك أحدهما عن الآخر إلا بجهد فعند ذلك تعرف نعمة الله تعالى في الاختلاف .
السخاوي ـ تفسير القرآن العظيم .
الزركشي ـ البرهان في علوم القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن يوسف

( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) .
محبة الصور المحرمة وعشقها من موجبات الشرك ، وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك وأبعد من الإخلاص كانت محبته بعشق الصور أشد ، وكلما كان أكثر إخلاصاً وأشد توحيداً كان أبعد من عشق الصور . ولهذا أصاب امرأة العزيز ما أصابها من العشق لشركها ونجا منه يوسف الصديق

ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ).
اعلم أن هذه الآيات قد استوعبت جميع المؤمنين لأنهم إما المهاجرون أو الأنصار ، أو الذين جاؤوا من بعدهم ، وبيّن أن من شأن من جاء من بعد المهاجرين والأنصار أن يذكر السابقين وهم المهاجرون والأنصار بالدعاء والرحمة ، فمن لم يكن كذلك بل ذكرهم بسوء ، كان خارجاً من جملة أقسام المؤمنين بحسب نص هذه الآية .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ) .
من بدائع آياته

السخاوي ـ تفسير القرآن العظيم .
لطائف قرآنية : 12 :
قال تعالى :
( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ) .
فكأنه قال : ولقد آتيناك عظيماً خطيراً فلا تنظر إلى غير ذلك من أمور الدنيا .
ابن عطية ـ المحرر الوجيز .
فالقرآن هو النعمة العظمى التي كل نعمة وإن عظمت فهي إليها حقيرة ضئيلة فعليك أن تستغني به .
الزمخشري ـ الكشاف .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ادعو ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ) .
في الآية دليل على أن من لم يدعه تضرعاً وخفية فهو من المعتدين الذين لا يحبهم .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً )
فجعل الشمس ضياءً لانتفاع الناس بضيائها في مشاهدة ما تهمهم مشاهدته بما به قوام أعمال حياتهم في أوقات أشغالهم .
وجعل القمر نوراً للانتفاع بنوره انتفاعاً مناسباً للحاجة التي قد تعرض إلى طلب رؤية الأشياء في وقت الظلمة وهو الليل .
ولذلك جعل نوره أضعف لينتفع به بقدر ضرورة المنتفع فمن لم يضطر إلى الانتفاع به لا يشعر بنوره ، ولا يصرفه ذلك عن سكونه الذي جعل ظلام الليل لحصوله .
محمد الطاهر بن عاشور ـ التحرير والتنوير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) .
الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف عند الموعظة ولا بالإقبال على الله تعالى فإن فيه شبهاً من الكفار الذين لا يتعظون بالمواعظ ولا يؤمنون عند الدعوة إلى الله .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة البقرة .
قال تعالى :
( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ) .
فكأنه قال : ولقد آتيناك عظيماً خطيراً فلا تنظر إلى غير ذلك من أمور الدنيا .
ابن عطية ـ المحرر الوجيز .
فالقرآن هو النعمة العظمى التي كل نعمة وإن عظمت فهي إليها حقيرة ضئيلة فعليك أن تستغني به .
الزمخشري ـ الكشاف .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ادعو ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ) .
في الآية دليل على أن من لم يدعه تضرعاً وخفية فهو من المعتدين الذين لا يحبهم .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً )
فجعل الشمس ضياءً لانتفاع الناس بضيائها في مشاهدة ما تهمهم مشاهدته بما به قوام أعمال حياتهم في أوقات أشغالهم .
وجعل القمر نوراً للانتفاع بنوره انتفاعاً مناسباً للحاجة التي قد تعرض إلى طلب رؤية الأشياء في وقت الظلمة وهو الليل .
ولذلك جعل نوره أضعف لينتفع به بقدر ضرورة المنتفع فمن لم يضطر إلى الانتفاع به لا يشعر بنوره ، ولا يصرفه ذلك عن سكونه الذي جعل ظلام الليل لحصوله .
محمد الطاهر بن عاشور ـ التحرير والتنوير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) .
الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف عند الموعظة ولا بالإقبال على الله تعالى فإن فيه شبهاً من الكفار الذين لا يتعظون بالمواعظ ولا يؤمنون عند الدعوة إلى الله .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة البقرة .
لطائف قرآنية : 13 :
قال رسول الله
: ( لو كان القرآن في إهاب ما أكلته النار) .
أي ينبغي ويحق أن القرآن لو كان في مثل هذا الشيء الحقير الذي لا يؤبه به ويلقى في النار مامسته ، فكيف بالمؤمن الذي هو أكرم خلق الله وقد وعاه في صدره ، وتفكر في معانيه وعمل بما فيه ، كيف تمسه فضلاً عن أن تحرقه .
الطيبي ـ فيض القدير للمناوي .
الإهاب : الجلد .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على ما يقولون ) .
تأمل قوله تعالى : ( فاصبر على ما يقولون ) فإن أعداء الرسول
نسبوه إلى ما لا يليق به ، وقالوا فيه ما هو منزه عنه ، فأمره الله
أن يصبر على قولهم ، ويكون له أسوة بربه
حيث قال أعداؤه فيه ما لايليق .
ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) .
هذا شأن أعداء الله دائماً ، ينقمون على أوليائه ما ينبغي أن يحبوا ويكرموا لأجله .
ابن القيم ـ التبيان في أيمان القرآن .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في وصف عباده المؤمنين :
( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) .
كان التعليق بإذا لأن مخاطبة الجاهلين لهم بالسوء أمر محقق ومتى سلم أهل العلم والدين من الجاهلين ؟ ! .
عبدالحميد بن باديس ـ تفسير ابن باديس .ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن اليهود :
(بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب ) .
فلما تبين لهم الحق ردوه بغياً وحسداً ، وزعموا أنهم أفضل من النبي
فكيف يتبعوه .
فمن رد الحق من هذه الأمة لأن فلاناً الذي يرى أنه أقل منه هو الذي جاء به فقد شابه اليهود .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة البقرة ( بتصرف يسير ) .
قال رسول الله

أي ينبغي ويحق أن القرآن لو كان في مثل هذا الشيء الحقير الذي لا يؤبه به ويلقى في النار مامسته ، فكيف بالمؤمن الذي هو أكرم خلق الله وقد وعاه في صدره ، وتفكر في معانيه وعمل بما فيه ، كيف تمسه فضلاً عن أن تحرقه .
الطيبي ـ فيض القدير للمناوي .
الإهاب : الجلد .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على ما يقولون ) .
تأمل قوله تعالى : ( فاصبر على ما يقولون ) فإن أعداء الرسول



ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) .
هذا شأن أعداء الله دائماً ، ينقمون على أوليائه ما ينبغي أن يحبوا ويكرموا لأجله .
ابن القيم ـ التبيان في أيمان القرآن .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في وصف عباده المؤمنين :
( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) .
كان التعليق بإذا لأن مخاطبة الجاهلين لهم بالسوء أمر محقق ومتى سلم أهل العلم والدين من الجاهلين ؟ ! .
عبدالحميد بن باديس ـ تفسير ابن باديس .ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن اليهود :
(بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب ) .
فلما تبين لهم الحق ردوه بغياً وحسداً ، وزعموا أنهم أفضل من النبي

فمن رد الحق من هذه الأمة لأن فلاناً الذي يرى أنه أقل منه هو الذي جاء به فقد شابه اليهود .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة البقرة ( بتصرف يسير ) .
لطائف قرآنية : 14 :
العادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في فن من العلم كالطب والحساب ، ولا يستشرحونه ، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم ، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم .
ابن تيمية ـ مقدمة في التفسير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تأمل قوله سبحانه :
( جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ) ، كيف تجد تحته معنىً بديعاً وهو أنهم إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها عليهم بل تبقى مفتحة كما هي ، وأما النار فإذا دخلها أهلها أغلقت عليهم أبوابها كما قال تعالى : ( إنهم عليهم مؤصدة ) .
ففي تفتيح الأبواب لهم إشارة إلى تصرفهم وذهابهم وإيابهم وتبوئهم من الجنة حيث شاءوا ، ودخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف والألطاف من ربهم ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت ، وأيضاً أشار إلى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا .
ابن القيم ـ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ) .
الأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات فإن الاستباق إليها يتضمن فعلها وتكميلها وإيقاعها على أكمل الأحوال والمبادرة إليها ، ومن سبق في الدنيا فهو السابق في الآخرة إلى الجنان ، فالسابقون أعلى الخلق درجة . ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل كالصلاة في أول وقتها والإتيان بسنن العبادات وآدابها ، فلله ما أجمعها وأنفعها من آية .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ) .
فاعتدوا فكان الجزاء : ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) .
عوقب هؤلاء المتحيلين أنهم مسخوا قردة خاسئين والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباح ، فصورة القرد شبيهة بالآدمي ، ولكنه ليس بآدمي ، وهذا لأن الجزاء من جنس العمل .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة البقرة .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الذي فعله اليهود هو إلقاء الشباك يوم الجمعة فتدخل فيها الحيتان ويخرجونها يوم الأحد حتى يظفروا بصيد السبت الذي نهوا عن الصيد فيه .
العادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في فن من العلم كالطب والحساب ، ولا يستشرحونه ، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم ، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم .
ابن تيمية ـ مقدمة في التفسير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تأمل قوله سبحانه :
( جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ) ، كيف تجد تحته معنىً بديعاً وهو أنهم إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها عليهم بل تبقى مفتحة كما هي ، وأما النار فإذا دخلها أهلها أغلقت عليهم أبوابها كما قال تعالى : ( إنهم عليهم مؤصدة ) .
ففي تفتيح الأبواب لهم إشارة إلى تصرفهم وذهابهم وإيابهم وتبوئهم من الجنة حيث شاءوا ، ودخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف والألطاف من ربهم ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت ، وأيضاً أشار إلى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا .
ابن القيم ـ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ) .
الأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات فإن الاستباق إليها يتضمن فعلها وتكميلها وإيقاعها على أكمل الأحوال والمبادرة إليها ، ومن سبق في الدنيا فهو السابق في الآخرة إلى الجنان ، فالسابقون أعلى الخلق درجة . ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل كالصلاة في أول وقتها والإتيان بسنن العبادات وآدابها ، فلله ما أجمعها وأنفعها من آية .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ) .
فاعتدوا فكان الجزاء : ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) .
عوقب هؤلاء المتحيلين أنهم مسخوا قردة خاسئين والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباح ، فصورة القرد شبيهة بالآدمي ، ولكنه ليس بآدمي ، وهذا لأن الجزاء من جنس العمل .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة البقرة .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الذي فعله اليهود هو إلقاء الشباك يوم الجمعة فتدخل فيها الحيتان ويخرجونها يوم الأحد حتى يظفروا بصيد السبت الذي نهوا عن الصيد فيه .
لطائف قرآنية : 15 :
عن عقبة بن عامر
قال : خرج رسول الله
ونحن في الصفة فقال : ( أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم ) . فقلنا : يارسول الله نحب ذلك . قال : ( أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عزوجل خير له من ناقتين ، وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن عدادهن من الإبل ) . رواه مسلم وبنحوه في سنن أبي داود .
والحاصل أنه
أراد ترغيبهم في الباقيات وتزهيدهم من الفانيات ، فذكره هذا على سبيل التمثيل والتقريب إلى فهم العليل ، وإلا فجميع نعيم الدنيا أحقر من أن يقابل بمعرفة آية من كتاب الله تعالى ، أو بثوابها من الدرجات العلى .
محمد شمس الحق العظيم آبادي ـ عون المعبود شرح سنن أبي داود .ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الحجيم ) .
علمت الملائكة أن الله
يحب عباده المؤمنين فتقربوا إليه بالشفاعة فيهم ، وأحسن القرب أن يُسأل المُحب إكرام حبيبه ، فإنك لو سألت شخصاً أن يزيد في إكرام ولده لارتفعت عنده ، حيث تحثه على إكرام محبوبه .
يحيى بن هبيرة ـ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب .ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تسمع قوله تعالى :
( وجوه يومئذ ناضرة ) فتهش لها كأنها فيك نزلت ، وتسمع بعدها ( ووجوه يومئذ باسرة ) فتطمئن أنها لغيرك ، ومن أين ثبت هذا الأمر ؟ ومن أين جاء الطمع ؟ الله الله ، وما هذه إلا خدعة تحول بينك وبين التقوى .
ابن عقيل ـ الفنون .
وربما سمع بعضهم قول من قال من المفسرين : هذه نزلت في عبّاد الأصنام ، وهذه نزلت في النصارى ، وهذه في الصابئة ، فيظن الغمر أن ذلك مختص بهم وأن الحكم لا يتعداهم ، وهذا أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن .
عبداللطيف آل شيخ ـ الدرر السنية .ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن كتابه العظيم :( لايمسه إلا المطهرون )
فإذا كان ورقه لا يمسه إلا المطهرون فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة .
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
عن عقبة بن عامر


والحاصل أنه

محمد شمس الحق العظيم آبادي ـ عون المعبود شرح سنن أبي داود .ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الحجيم ) .
علمت الملائكة أن الله

يحيى بن هبيرة ـ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب .ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تسمع قوله تعالى :
( وجوه يومئذ ناضرة ) فتهش لها كأنها فيك نزلت ، وتسمع بعدها ( ووجوه يومئذ باسرة ) فتطمئن أنها لغيرك ، ومن أين ثبت هذا الأمر ؟ ومن أين جاء الطمع ؟ الله الله ، وما هذه إلا خدعة تحول بينك وبين التقوى .
ابن عقيل ـ الفنون .
وربما سمع بعضهم قول من قال من المفسرين : هذه نزلت في عبّاد الأصنام ، وهذه نزلت في النصارى ، وهذه في الصابئة ، فيظن الغمر أن ذلك مختص بهم وأن الحكم لا يتعداهم ، وهذا أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن .
عبداللطيف آل شيخ ـ الدرر السنية .ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن كتابه العظيم :( لايمسه إلا المطهرون )
فإذا كان ورقه لا يمسه إلا المطهرون فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة .
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
لطائف قرآنية : 16 :
مع هذه الكثرة الكاثرة من النصوص الآمرة بتدبر القرآن العظيم ، والتفكر في معانيه ، وإمعان النظر فيه والناهية عن الإعراض عنه وكذلك النقول الواردة عن علماء التفسير في وجوب تدبر القرآن ، نجد أن غالب المسلمين اليوم قد اكتفوا :
بألفاظ يرددونها ، وأنغام يلحنونها في المآتم والمقابر والدور ، وبمصاحف يحملونها أو يودعونها تركة في البيوت ونسوا أو تناسوا أن بركة القرآن العظمى إنما هي في تدبر آياته وتفهمها والتأدب بها والوقوف عند أوامرها والبعد عن نواهيها ومساخطها .
الزرقاني ـ مناهل العرفان في علوم القرآن .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن قصة موسى والخضر
:
( فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمرا ) .
قال الناصر في الانتصاف : بادر موسى بالإنكار التهاباً وحمية للحق فقال :
( أخرقتها لتغرق أهلها ) ولم يقل ( لتغرقنا ) فنسي نفسه واشتغل بغيره في الحالة التي كل أحد فيها يقول : ( نفسي نفسي ) لا يلوي على مال ولا ولد ، وتلك حالة الغرق . فسبحان من جبل أنبياءه وأصفيائه على نصح الخلق والشفقة عليهم والرأفة بهم .
محاسن التأويل للقاسمي .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ).
دلت هذه الآية على أنه لا ينبغي للإنسان أن يسأل مطلق الذرية لأن الذرية قد يكونون نكداً وفتنة ، وإنما يسأل الذرية الطيبة .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وما تفعلوا من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً )
ليعلم أن مثقال ذرة في هذه الدار من الخير ، يقابله أضعاف أضعاف الدنيا ، وما عليها في دار النعيم المقيم من اللذات والشهوات ، وإن الخير والبر في هذه الدنيا ، مادة الخير والبر في دار القرار ، وبذره وأصله وأساسه .
فوا أسفاه على أوقات مضت في الغفلات ، وواحسرتاه على أزمان تقضت في غير الأعمال الصالحات وواغوثاه من قلوب لم يؤثر فيها وعظ بارئها ، ولم ينجع فيها تشويق من هو أرحم بها من نفسها .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
مع هذه الكثرة الكاثرة من النصوص الآمرة بتدبر القرآن العظيم ، والتفكر في معانيه ، وإمعان النظر فيه والناهية عن الإعراض عنه وكذلك النقول الواردة عن علماء التفسير في وجوب تدبر القرآن ، نجد أن غالب المسلمين اليوم قد اكتفوا :
بألفاظ يرددونها ، وأنغام يلحنونها في المآتم والمقابر والدور ، وبمصاحف يحملونها أو يودعونها تركة في البيوت ونسوا أو تناسوا أن بركة القرآن العظمى إنما هي في تدبر آياته وتفهمها والتأدب بها والوقوف عند أوامرها والبعد عن نواهيها ومساخطها .
الزرقاني ـ مناهل العرفان في علوم القرآن .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن قصة موسى والخضر

( فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمرا ) .
قال الناصر في الانتصاف : بادر موسى بالإنكار التهاباً وحمية للحق فقال :
( أخرقتها لتغرق أهلها ) ولم يقل ( لتغرقنا ) فنسي نفسه واشتغل بغيره في الحالة التي كل أحد فيها يقول : ( نفسي نفسي ) لا يلوي على مال ولا ولد ، وتلك حالة الغرق . فسبحان من جبل أنبياءه وأصفيائه على نصح الخلق والشفقة عليهم والرأفة بهم .
محاسن التأويل للقاسمي .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ).
دلت هذه الآية على أنه لا ينبغي للإنسان أن يسأل مطلق الذرية لأن الذرية قد يكونون نكداً وفتنة ، وإنما يسأل الذرية الطيبة .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وما تفعلوا من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً )
ليعلم أن مثقال ذرة في هذه الدار من الخير ، يقابله أضعاف أضعاف الدنيا ، وما عليها في دار النعيم المقيم من اللذات والشهوات ، وإن الخير والبر في هذه الدنيا ، مادة الخير والبر في دار القرار ، وبذره وأصله وأساسه .
فوا أسفاه على أوقات مضت في الغفلات ، وواحسرتاه على أزمان تقضت في غير الأعمال الصالحات وواغوثاه من قلوب لم يؤثر فيها وعظ بارئها ، ولم ينجع فيها تشويق من هو أرحم بها من نفسها .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
لطائف قرآنية : 17 :
قال تعالى :
( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) .
وفي هذه الشكوى من التخويف والتحذير ما لايخفى فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا شكوا إلى الله قومهم عجل لهم العذاب ولم ينظروا .
الألوسي ـ روح المعاني .
وهذه الآيات وإن كانت في المشركين إلا أن العبرة بعموم لفظها ، فنظمها الكريم مما يرهب عموم المعرضين عن العمل بالقرآن ، والأخذ بآدابه .
القاسمي ـ محاسن التأويل .
لذا ينبغي لكل مسلم يخاف العرض على ربه أن يتأمل هذه الآية الكريمة ويمعن النظر فيها مراراً وتكراراً ليرى لنفسه المخرج من هذه الورطة العظمى والطامة الكبرى التي عمت جل بلاد المسلمين من هذه المعمورة وهي هجر القرآن الكريم .
الشنقيطي ـ أضواء البيان .ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في وصف عذاب الكافرين في جهنم :
( كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ) .
لما كان الكفار في سجن الكفر والشرك وضيقه ، وكانوا كلما هموا بالخروج منه إلى فضاء الإيمان وسعته وروحه ، رجعوا على حوافرهم ، كانت عقوبتهم في الآخرة كذلك .
فالكفر والمعاصي والفسوق كله غموم ، وكلما عزم العبد أن يخرج منه أبت عليه نفسه وشيطانه ومألفه ، فلا يزال في غم ذلك حتى يموت ، فإن لم يخرج من غم ذلك في الدنيا بقي في غمه في البرزخ وفي القيامة ، وإن خرج من غمه وضيقه ها هنا خرج منه هناك .
فما حَبَسَ العبد عن الله في هذه الدار حبسه عنه بعد الموت ، وكان معذباً به هناك كما كان قلبه معذباً به في الدنيا .
ابن القيم ـ روضة المحبين .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يا قوم :
قلوبكم على أصل الطهارة ، وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب فرشوا عليها قليلاً من ماء العيون وقد طهرت . ذكروها مدحة ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) لعلها تحن إلى الاستقامة ، عرفوها اطلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد ، لعلها تستحي من قربه ونظره ( ألم يعلم بأن الله يرى ) ( إن ربك لبالمرصاد) .
ابن رجب ـ تحقيق كلمة الإخلاص .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتوصوا بالحق )
دلت الآية على أن الحق ثقيل ، وأن المحن تلازمه فلذلك قرن به التواصي .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
قال تعالى :
( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) .
وفي هذه الشكوى من التخويف والتحذير ما لايخفى فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا شكوا إلى الله قومهم عجل لهم العذاب ولم ينظروا .
الألوسي ـ روح المعاني .
وهذه الآيات وإن كانت في المشركين إلا أن العبرة بعموم لفظها ، فنظمها الكريم مما يرهب عموم المعرضين عن العمل بالقرآن ، والأخذ بآدابه .
القاسمي ـ محاسن التأويل .
لذا ينبغي لكل مسلم يخاف العرض على ربه أن يتأمل هذه الآية الكريمة ويمعن النظر فيها مراراً وتكراراً ليرى لنفسه المخرج من هذه الورطة العظمى والطامة الكبرى التي عمت جل بلاد المسلمين من هذه المعمورة وهي هجر القرآن الكريم .
الشنقيطي ـ أضواء البيان .ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في وصف عذاب الكافرين في جهنم :
( كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ) .
لما كان الكفار في سجن الكفر والشرك وضيقه ، وكانوا كلما هموا بالخروج منه إلى فضاء الإيمان وسعته وروحه ، رجعوا على حوافرهم ، كانت عقوبتهم في الآخرة كذلك .
فالكفر والمعاصي والفسوق كله غموم ، وكلما عزم العبد أن يخرج منه أبت عليه نفسه وشيطانه ومألفه ، فلا يزال في غم ذلك حتى يموت ، فإن لم يخرج من غم ذلك في الدنيا بقي في غمه في البرزخ وفي القيامة ، وإن خرج من غمه وضيقه ها هنا خرج منه هناك .
فما حَبَسَ العبد عن الله في هذه الدار حبسه عنه بعد الموت ، وكان معذباً به هناك كما كان قلبه معذباً به في الدنيا .
ابن القيم ـ روضة المحبين .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يا قوم :
قلوبكم على أصل الطهارة ، وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب فرشوا عليها قليلاً من ماء العيون وقد طهرت . ذكروها مدحة ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) لعلها تحن إلى الاستقامة ، عرفوها اطلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد ، لعلها تستحي من قربه ونظره ( ألم يعلم بأن الله يرى ) ( إن ربك لبالمرصاد) .
ابن رجب ـ تحقيق كلمة الإخلاص .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتوصوا بالحق )
دلت الآية على أن الحق ثقيل ، وأن المحن تلازمه فلذلك قرن به التواصي .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
لطائف قرآنية : 18 :
عن تميم بن أوس الداري
أن النبي
قال :
( الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال لله ولكتابه ) الحديث .
النصيحة لكتاب الله شدة حبه وتعظيم قدره ، إذ هو كلام الخالق ، وشدة الرغبة في فهمه ، وشدة العناية في تدبره ، والوقوف عند تلاوته لطلب معاني ما أحب مولاه أن يفهمه عنه ويقوم به له بعدما يفهمه .
والناصح لكتاب ربه يُعنى بفهمه ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى ، ثم ينشر ما فهمه في العباد ويديم دراسته بالمحبة له والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه .
محمد بن نصر المروزي ـ تعظيم قدر الصلاة .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ قال تعالى في سورة الأحزاب : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) .
أي في الحرمة والاحترام ، وإنما جعلهن كالأمهات ، ولم يجعل نبيه كالأب حتى قال سبحانه : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ) لأنه تعالى أراد أن أمته يدعون أزواجه بأشرف ما تنادى به النساء وهو الأم ، وأشرف ما ينادى به النبي
لفظ الرسول لا الأب ، ولأنه تعالى جعله أولى بنا من أنفسنا ، وذلك أعظم من الأب في القرب والحرمة ، إذ لا أقرب إلى الإنسان من نفسه .
زكريا الأنصاري ـ فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي ) .
يؤخذ من هذا إباحة السعي في منافع الذرية والقرابة وسؤال من بيده ذلك .
ابن الفرس ـ أحكام القرآن .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى : ( وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
فيه استحباب الاسترجاع عند المصيبة وإن قلت ، كما أشار إليه تنكير مصيبة
السيوطي ـ الإكليل في استنباط التنزيل .
عن تميم بن أوس الداري


( الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال لله ولكتابه ) الحديث .
النصيحة لكتاب الله شدة حبه وتعظيم قدره ، إذ هو كلام الخالق ، وشدة الرغبة في فهمه ، وشدة العناية في تدبره ، والوقوف عند تلاوته لطلب معاني ما أحب مولاه أن يفهمه عنه ويقوم به له بعدما يفهمه .
والناصح لكتاب ربه يُعنى بفهمه ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى ، ثم ينشر ما فهمه في العباد ويديم دراسته بالمحبة له والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه .
محمد بن نصر المروزي ـ تعظيم قدر الصلاة .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ قال تعالى في سورة الأحزاب : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) .
أي في الحرمة والاحترام ، وإنما جعلهن كالأمهات ، ولم يجعل نبيه كالأب حتى قال سبحانه : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ) لأنه تعالى أراد أن أمته يدعون أزواجه بأشرف ما تنادى به النساء وهو الأم ، وأشرف ما ينادى به النبي

زكريا الأنصاري ـ فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي ) .
يؤخذ من هذا إباحة السعي في منافع الذرية والقرابة وسؤال من بيده ذلك .
ابن الفرس ـ أحكام القرآن .ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى : ( وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
فيه استحباب الاسترجاع عند المصيبة وإن قلت ، كما أشار إليه تنكير مصيبة
السيوطي ـ الإكليل في استنباط التنزيل .
لطائف قرآنية : ١٩ :
قال تعالى :
( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا )
فلله الحمد والشكر والثناء ، على أن جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونورا وتبصرة وتذكرة وعبرة وبركة وهدى وبشرى للمسلمين . فإذا علم هذا ، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والاهتداء بها ، وكان حقيقا بالعبد أن يبذل جهده ويستفرغ وسعه في تعلمه وتفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك .
السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
- - - - -
سئل القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي عن السر في تطرق التغيير للكتب السالفة وسلامة القرآن من طرق التغيير له ؟
فأجاب : بأن الله أوكل للأحبار حفظ كتبهم فقال : (بما استحفظوا من كتاب الله) وتولى حفظ القرآن بذاته تعالى فقال (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
التحرير والتنوير - محمد الطاهر ابن عاشور .
- - - - -
قال تعالى:
( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها)
تأمل:
عند جزاء الطائعين قال (خالدين) وعند جزاء العاصين قال (خالدا) فلماذا التغاير؟ جمع الفائزين بدخول الجنة تبشيرا بكثرة الواقف عند هذه الحدود ولأن منادمة الإخوان من أعلى نعيم الجنة. وأفرد العاصي في النيران لأن الانفراد المقتضي للوحشة من العذاب والهوان .
البقاعي - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور .
قال تعالى :
( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا )
فلله الحمد والشكر والثناء ، على أن جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونورا وتبصرة وتذكرة وعبرة وبركة وهدى وبشرى للمسلمين . فإذا علم هذا ، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والاهتداء بها ، وكان حقيقا بالعبد أن يبذل جهده ويستفرغ وسعه في تعلمه وتفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك .
السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
- - - - -
سئل القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي عن السر في تطرق التغيير للكتب السالفة وسلامة القرآن من طرق التغيير له ؟
فأجاب : بأن الله أوكل للأحبار حفظ كتبهم فقال : (بما استحفظوا من كتاب الله) وتولى حفظ القرآن بذاته تعالى فقال (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
التحرير والتنوير - محمد الطاهر ابن عاشور .
- - - - -
قال تعالى:
( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها)
تأمل:
عند جزاء الطائعين قال (خالدين) وعند جزاء العاصين قال (خالدا) فلماذا التغاير؟ جمع الفائزين بدخول الجنة تبشيرا بكثرة الواقف عند هذه الحدود ولأن منادمة الإخوان من أعلى نعيم الجنة. وأفرد العاصي في النيران لأن الانفراد المقتضي للوحشة من العذاب والهوان .
البقاعي - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور .
لطائف قرآنية : ٢٠ :
قال تعالى : (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)
وما تدبر آياته إلا اتباعه والعمل به أما والله ما هو بحفظ حروفه ، وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول : قد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفا ، وقد والله أسقطه كله ، مايرى له القرآن في خلق ولا عمل حتى إن أحدهم ليقول : إني لأقرأ السورة في نفس واحد ، والله ماهؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ، ولا الورعة ، متى كانت القراء تقول مثل هذا ؟ لا أكثر الله في الناس مثل هؤلاء .
الحسن البصري ـ أخلاق حملة القرآن للآجري .
- - - - - -
قال تعالى :
( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون ).
فهذا خبر أصدق الصادقين ومخبره عند أهله عين اليقين بل حق اليقين ، فلا بد لكل من عمل صالحاً وهو مؤمن أن يحييه الله حياة طيبة بحسب إيمانه وعمله ، ولكن يغلط الجفاة الأجلاف في مسمى الحياة الطيبة حيث يظنونها التنعم في أنواع المآكل والمشارب والملابس والمناكح أو لذة الرياسة والمال وقهر الأعداء والتفنن في أنواع الشهوات ، ولا ريب أن هذه لذة مشتركة بين البهائم ، بل يكون حظ كثير من البهائم منها أكثر من حظ الإنسان . ولكن أين هذه اللذة من اللذة بأمر ، إذا خالط بشاشته القلوب سلا عن الأبناء والنساء والأوطان والأموال والإخوان والمساكن ورضي بتركها كلها والخروج منها رأسها وعرض نفسه لأنواع المكاره والمشاق وهو متحل بهذا منشرح الصدر به . والمقصود أن الهدى مستلزم لسعادة الدنيا وطيب الحياة والنعيم العاجل .
ابن القيم ـ مفتاح دار السعادة .
- - - - -
قال تعالى :
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها ) .
من أحس بقسوة في قلبه فليهرع إلى ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه يرجع إليه حاله ، كما أشار إليه قوله
: ( اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها ) فهو تمثيل ذكر استطراداً لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة بإحياء الأرض الميتة بالغيث للترغيب في الخشوع والتحذير عن القساوة ) .
الألوسي ـ روح المعاني .
قال تعالى : (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)
وما تدبر آياته إلا اتباعه والعمل به أما والله ما هو بحفظ حروفه ، وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول : قد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفا ، وقد والله أسقطه كله ، مايرى له القرآن في خلق ولا عمل حتى إن أحدهم ليقول : إني لأقرأ السورة في نفس واحد ، والله ماهؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ، ولا الورعة ، متى كانت القراء تقول مثل هذا ؟ لا أكثر الله في الناس مثل هؤلاء .
الحسن البصري ـ أخلاق حملة القرآن للآجري .
- - - - - -
قال تعالى :
( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون ).
فهذا خبر أصدق الصادقين ومخبره عند أهله عين اليقين بل حق اليقين ، فلا بد لكل من عمل صالحاً وهو مؤمن أن يحييه الله حياة طيبة بحسب إيمانه وعمله ، ولكن يغلط الجفاة الأجلاف في مسمى الحياة الطيبة حيث يظنونها التنعم في أنواع المآكل والمشارب والملابس والمناكح أو لذة الرياسة والمال وقهر الأعداء والتفنن في أنواع الشهوات ، ولا ريب أن هذه لذة مشتركة بين البهائم ، بل يكون حظ كثير من البهائم منها أكثر من حظ الإنسان . ولكن أين هذه اللذة من اللذة بأمر ، إذا خالط بشاشته القلوب سلا عن الأبناء والنساء والأوطان والأموال والإخوان والمساكن ورضي بتركها كلها والخروج منها رأسها وعرض نفسه لأنواع المكاره والمشاق وهو متحل بهذا منشرح الصدر به . والمقصود أن الهدى مستلزم لسعادة الدنيا وطيب الحياة والنعيم العاجل .
ابن القيم ـ مفتاح دار السعادة .
- - - - -
قال تعالى :
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها ) .
من أحس بقسوة في قلبه فليهرع إلى ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه يرجع إليه حاله ، كما أشار إليه قوله

الألوسي ـ روح المعاني .
لطائف قرآنية : 21 :
اعلم أنه لا يحصل للناظر ، فهم معاني الوحي حقيقة ، ولا يظهر له أسراره وفي قلبه بدعة ، أو كبر أو هوى أو حب الدنيا أو هو مصر على ذنب أو غير متحقق بالإيمان ، وهذه كلها حجب وموانع ، بعضها آكد من بعض .
الزركشي ـ البرهان في علوم القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى مخبراً عن دعاء سليمان
:
( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي ) .
هذا من تمام بر الوالدين ، كأن هذا الولد خاف أن يكون والداه قصرا في شكر الرب
، فسأل الله أن يلهمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصرا .
ابن هبيرة ـ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ولقد آتينا داود منا فضلا ياجبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد * أن اعمل سابغات وقدر في السرد ) .
في هذه الآية دليل على مشروعية تعلم أهل الفضل الصنائع وأن التحرف بها لا ينقص من مناصبهم بل ذلك زيادة في فضلهم وفضائلهم إذ يحصل لهم التواضع في أنفسهم عن غيرهم ، وكسب الحلال الخلي عن الامتنان .
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن .
اعلم أنه لا يحصل للناظر ، فهم معاني الوحي حقيقة ، ولا يظهر له أسراره وفي قلبه بدعة ، أو كبر أو هوى أو حب الدنيا أو هو مصر على ذنب أو غير متحقق بالإيمان ، وهذه كلها حجب وموانع ، بعضها آكد من بعض .
الزركشي ـ البرهان في علوم القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى مخبراً عن دعاء سليمان

( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي ) .
هذا من تمام بر الوالدين ، كأن هذا الولد خاف أن يكون والداه قصرا في شكر الرب

ابن هبيرة ـ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ولقد آتينا داود منا فضلا ياجبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد * أن اعمل سابغات وقدر في السرد ) .
في هذه الآية دليل على مشروعية تعلم أهل الفضل الصنائع وأن التحرف بها لا ينقص من مناصبهم بل ذلك زيادة في فضلهم وفضائلهم إذ يحصل لهم التواضع في أنفسهم عن غيرهم ، وكسب الحلال الخلي عن الامتنان .
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن .
لطائف قرآنية : 22 :
قال تعالى :
( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
أي ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم ألفاظه للحفظ والأداء ومعانيه للفهم والعلم ، لأنه أحسن الكلام لفظاً وأصدقه معنى وأبينه تفسيراً . فكل من أقبل عليه يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير وسهله عليه . ولهذا كان علم القرآن حفظاً وتفسيراً أسهل العلوم وأجلها على الإطلاق ، وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله ويعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقاً كريما ) .
تأمل :
عبر هنا عند إيتاء الأجر بقوله : ( نؤتها ) للتصريح بالمؤتي وهو الله ، وفي الآية التي قبلها عبر عند العذاب بقوله ( يُضاعف ) فلم يصرح بالمعذب ، إشارة إلى كمال الرحمة والكرم ، ولأن الكريم عند النفع يظهر نفسه وفعله ، وعند الضر لا يذكر نفسه .
الرازي ـ التفسير الكبير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور )
شبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور وهذا من أحسن التشبيه ، فإن أبدانهم قبور قلوبهم فقد ماتت قلوبهم وقبرت في أبدانهم . ولقد أحسن القائل :
ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان .
قال تعالى :
( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
أي ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم ألفاظه للحفظ والأداء ومعانيه للفهم والعلم ، لأنه أحسن الكلام لفظاً وأصدقه معنى وأبينه تفسيراً . فكل من أقبل عليه يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير وسهله عليه . ولهذا كان علم القرآن حفظاً وتفسيراً أسهل العلوم وأجلها على الإطلاق ، وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله ويعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقاً كريما ) .
تأمل :
عبر هنا عند إيتاء الأجر بقوله : ( نؤتها ) للتصريح بالمؤتي وهو الله ، وفي الآية التي قبلها عبر عند العذاب بقوله ( يُضاعف ) فلم يصرح بالمعذب ، إشارة إلى كمال الرحمة والكرم ، ولأن الكريم عند النفع يظهر نفسه وفعله ، وعند الضر لا يذكر نفسه .
الرازي ـ التفسير الكبير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور )
شبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور وهذا من أحسن التشبيه ، فإن أبدانهم قبور قلوبهم فقد ماتت قلوبهم وقبرت في أبدانهم . ولقد أحسن القائل :
وفي الجهل قبل الموت موت لأهلـهوأجسامهم قبـل القبـور قبـور |
وأرواحهم في وحشة من جسومهموليس لهم حتـى النشـور نشـور |
ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان .
لطائف قرآنية : 23 :
قال تعالى :
( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ) .فأكمل الناس حياة أكملهم استجابة لهذا القرآن ، ففيه الحياة الكاملة ومن فاته جزء من الاستجابة للقرآن فقد فاته جزء من الحياة الحقيقة الكاملة .
ابن القيم ـ الفوائد .
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن النبي
:
( وما هو على الغيب بضنين ) ، الضنين البخيل ، قال الفراء : ( يقول تعالى يأتيه غيب السماء وهو منفوس فيه فلا يضن به عليكم ) .
وهذا معنى حسن جداً فإن عادة النفوس الشح بالشيء النفيس ولا سيما عمن لا يعرف قدره ويذمه ويذم من هو عنده ، ومع هذا الرسول لا يبخل عليكم بالوحي الذي هو أنفس شيء وأجله .
ابن القيم ـ التبيان في أقسام القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن المنافقين :
( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ) .
قال سبحانه بنورهم ولم يقل بنارهم ، لأن النار فيها الإحراق والإشراق فذهب بما فيه الإضاءة والإشراق وأبقى عليهم ما فيه الأذى والإحراق . وكذلك حال المنافقين ذهب نور إيمانهم بالنفاق وبقي في قلوبهم حرارة الكفر والشكوك والشبهات تغلي في قلوبهم .
ابن القيم ـ الوابل الصيب .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الحيوان البهيم يتأمل العواقب ، وأنت لا ترى إلا الحاضر . ما تكاد تهتم بمؤونة الشتاء حتى يقوى البرد ، ولا بمؤونة الصيف حتى يقوى الحر ، والذر يدخر الزاد من الصيف لأيام الشتاء . وهذا الطائر إذا علم أن الأنثى قد حملت أخذ ينقل العيدان لبناء العش قبل الوضع ، أفتراك ما علمت قرب رحيلك إلى القبر ، فهلا بعثت فراش :
( ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون ) .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
قال تعالى :
( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ) .فأكمل الناس حياة أكملهم استجابة لهذا القرآن ، ففيه الحياة الكاملة ومن فاته جزء من الاستجابة للقرآن فقد فاته جزء من الحياة الحقيقة الكاملة .
ابن القيم ـ الفوائد .
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن النبي

( وما هو على الغيب بضنين ) ، الضنين البخيل ، قال الفراء : ( يقول تعالى يأتيه غيب السماء وهو منفوس فيه فلا يضن به عليكم ) .
وهذا معنى حسن جداً فإن عادة النفوس الشح بالشيء النفيس ولا سيما عمن لا يعرف قدره ويذمه ويذم من هو عنده ، ومع هذا الرسول لا يبخل عليكم بالوحي الذي هو أنفس شيء وأجله .
ابن القيم ـ التبيان في أقسام القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن المنافقين :
( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ) .
قال سبحانه بنورهم ولم يقل بنارهم ، لأن النار فيها الإحراق والإشراق فذهب بما فيه الإضاءة والإشراق وأبقى عليهم ما فيه الأذى والإحراق . وكذلك حال المنافقين ذهب نور إيمانهم بالنفاق وبقي في قلوبهم حرارة الكفر والشكوك والشبهات تغلي في قلوبهم .
ابن القيم ـ الوابل الصيب .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الحيوان البهيم يتأمل العواقب ، وأنت لا ترى إلا الحاضر . ما تكاد تهتم بمؤونة الشتاء حتى يقوى البرد ، ولا بمؤونة الصيف حتى يقوى الحر ، والذر يدخر الزاد من الصيف لأيام الشتاء . وهذا الطائر إذا علم أن الأنثى قد حملت أخذ ينقل العيدان لبناء العش قبل الوضع ، أفتراك ما علمت قرب رحيلك إلى القبر ، فهلا بعثت فراش :
( ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون ) .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
لطائف قرآنية : 24 :
فكما أن من تعامى في حياته
عن نبع الماء من بين أصابعه وغير ذلك من معجزاته ملوم مدحور ، ومأزور غير مأجور ، فكذلك من تعامى عن آيات الكتاب وكأن لم يقرع أذنه قارع ، من هذا الباب ، ولهذا نبه تعالى بقوله : ( أفلا يتدبرون القرآن ) .
أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي ـ البرهان في تناسب سور القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) .
هذه الآية من الكنايات اللطيفة والتعريضات المستحسنة وهذه وأشباهها في كلام الله آداب حسنة على المؤمنين أن يعلموها ويتأدبوا بها ويتكلفوا مثلها في محاوراتهم ومكاتباتهم .
الزمخشري ـ الكشاف .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن موسى
:
( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) .
فيه تنبيه لطيف على أن الناظر في العلم عند الحاجة إلى العمل أو التكلم به إذا لم يترجح عنده أحد القولين فإنه يستهدي ربه ويسأله أن يهديه إلى الصواب من القولين بعد أن يقصد الحق بقلبه ويبحث عنه ، فإن الله لا يخيب من هذه حاله . كما جرى لموسى لما قصد تلقاء مدين ، ولا يدري الطريق المعين إليها قال : ( عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) ، وقد هداه الله وأعطاه ما رجاه وتمناه .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وجاء من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك ) .
فيه دليل على جواز النميمة لمصلحة دينية .
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن .
فكما أن من تعامى في حياته

أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي ـ البرهان في تناسب سور القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) .
هذه الآية من الكنايات اللطيفة والتعريضات المستحسنة وهذه وأشباهها في كلام الله آداب حسنة على المؤمنين أن يعلموها ويتأدبوا بها ويتكلفوا مثلها في محاوراتهم ومكاتباتهم .
الزمخشري ـ الكشاف .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن موسى

( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) .
فيه تنبيه لطيف على أن الناظر في العلم عند الحاجة إلى العمل أو التكلم به إذا لم يترجح عنده أحد القولين فإنه يستهدي ربه ويسأله أن يهديه إلى الصواب من القولين بعد أن يقصد الحق بقلبه ويبحث عنه ، فإن الله لا يخيب من هذه حاله . كما جرى لموسى لما قصد تلقاء مدين ، ولا يدري الطريق المعين إليها قال : ( عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) ، وقد هداه الله وأعطاه ما رجاه وتمناه .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وجاء من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك ) .
فيه دليل على جواز النميمة لمصلحة دينية .
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن .
لطائف قرآنية : 25 :
فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي سبرتها بالتنويع والتقسيم ، وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم ، فوجدت أمتنها حبالاً وأرسخها جبالاً وأجملها آثاراً وأسطعها أنوراً علم كتاب الله جلت قدرته ، وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . وأيقنت أنه أعظم العلوم تقريباً إلى الله تعالى ، ورجوت الله تعالى أن يحرم على النار فكراً عمرته أكثر عمره في معانيه ، ولساناً مرن على آياته ومثانيه ونفساً ميزت براعة رصفه ومبانيه وجالت في مباديه ومعانيه .
ابن عطية الأندلسي ـ المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز .
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( فا علم أنه لا إله إلا الله ) .
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها ، فيعظموا الله حق عظمته . ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً ، طلب أن يعرف اسمه وكنيته ، واسم أبيه وجده ، وسأل عن صغير أمره وكبيره ، فالله الذي خلقنا ورزقنا ، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه وتفسيرها .
قوام السنة الأصفهاني ـ الحجة في بيان المحجة .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى مخبراً عن دعاء نوح
:
(رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً )
في هذه الآية شريعة وتنبيه لكل مؤمن على الاستغفار لوالديه إلا أن يموتا على الكفر فلا وجه لاستغفاره لهما .
قال رسول الله
: ( إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول : يارب أنى لي هذه فيقول : باستغفار ولدك لك ) .
الرسعني ـ رموز الكنور في تفسير الكتاب العزيز .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس )
وقال تعالى :
( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس )
ولم يرد اسمه سبحانه القدوس إلا مرتين في كتابه مقروناً باسم الملك . وقال
بعد صلاة الوتر :
( سبحان الملك القدوس ثلاثاً ) . ولعل السر في اقتران الملك بالقدوس : أن من صفات هذا الملك أنه قدوس ، إشارة إلى أنه سبحانه مع كونه ملكاً مدبراً متصرفاً في كل شيء ، فهو قدوس منزه عما يعتري الملوك من النقائص التي أشهرها الاستبداد والظلم والاسترسال مع الهوى والمحاباة .
ابن عاشور ـ التحرير والتنوير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم ) .
أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود
قال : إن من أكبر الذنب أن يقول الرجل لأخيه : اتق الله فيقول : عليك نفسك .
فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي سبرتها بالتنويع والتقسيم ، وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم ، فوجدت أمتنها حبالاً وأرسخها جبالاً وأجملها آثاراً وأسطعها أنوراً علم كتاب الله جلت قدرته ، وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . وأيقنت أنه أعظم العلوم تقريباً إلى الله تعالى ، ورجوت الله تعالى أن يحرم على النار فكراً عمرته أكثر عمره في معانيه ، ولساناً مرن على آياته ومثانيه ونفساً ميزت براعة رصفه ومبانيه وجالت في مباديه ومعانيه .
ابن عطية الأندلسي ـ المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز .
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( فا علم أنه لا إله إلا الله ) .
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها ، فيعظموا الله حق عظمته . ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً ، طلب أن يعرف اسمه وكنيته ، واسم أبيه وجده ، وسأل عن صغير أمره وكبيره ، فالله الذي خلقنا ورزقنا ، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه وتفسيرها .
قوام السنة الأصفهاني ـ الحجة في بيان المحجة .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى مخبراً عن دعاء نوح

(رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً )
في هذه الآية شريعة وتنبيه لكل مؤمن على الاستغفار لوالديه إلا أن يموتا على الكفر فلا وجه لاستغفاره لهما .
قال رسول الله

الرسعني ـ رموز الكنور في تفسير الكتاب العزيز .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس )
وقال تعالى :
( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس )
ولم يرد اسمه سبحانه القدوس إلا مرتين في كتابه مقروناً باسم الملك . وقال

( سبحان الملك القدوس ثلاثاً ) . ولعل السر في اقتران الملك بالقدوس : أن من صفات هذا الملك أنه قدوس ، إشارة إلى أنه سبحانه مع كونه ملكاً مدبراً متصرفاً في كل شيء ، فهو قدوس منزه عما يعتري الملوك من النقائص التي أشهرها الاستبداد والظلم والاسترسال مع الهوى والمحاباة .
ابن عاشور ـ التحرير والتنوير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم ) .
أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود

لطائف قرآنية : 26 :
قال تعالى :
( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ) .
فهذا ثناء من الله تعالى على قراء القرآن العظيم أنهم يستمرون على تلاوته ويداومون عليها ، فهم يتلون ألفاظه بدراسته ، ومعانيه بتتبعها واستخراجها .
الشوكاني ـ فتح القدير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن يوسف
:
( ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين ) .
في هذه الآية دليل على أن الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى العباد سبب ينال به العلم ، وتنال به خيرات الدنيا والآخرة .
السعدي ـ فوائد مستنبطة من قصة يوسف .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن آل فرعون :
( النار يعرضون عليها غدواً وعشيا)
قال ابن سيرين :
كان أبو هريرة يأتينا بعد صلاة العصر فيقول : عرجت ملائكة ، وهبطت ملائكة ، وعرض آل فرعون على النار ، فلا يسمعه أحد إلا يتعوذ بالله من النار .
أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور لابن رجب .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) .
فمجالسة الفساق تبعث على مساوقة طباعهم وأخلاقهم الرديئة ، وهو داء دفين قلّ ما يتنبه له العقلاء فضلاً عن الغافلين ، وذلك أنه قلّ أن يجالس الإنسان فاسقاً مدة مع كونه منكراً عليه في باطنه إلا ولو قاس نفسه إلى ما قبل مجالسته لوجد فرقاً في النفور عن الفساد لأن الفساد يصير بكثرة المباشرة هيناً على الطبع ويسقط وقعه واستعظامه .
مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة .
فإذا رزقت يقظة فصنها في بيت عزلة فإن أيدي المعاشرة نهابة ، احذر معاشرة البطالين فإن الطبع لص ، لا تصادقن فاسقاً ولا تثق إليه ، فإن من خان أول منعم عليه لا يفي لك .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين ) .
كان أبو الدرداء
يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين ، وكان يقول : خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع نصفها الآخر .
رموز الكنوز للرسعني .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
إذا كانت مشاهدة مخلوق يوم ( اخرج عليهن ) استغرقت إحساس الناظرات ( وقطعن أيديهن ) وما شعرن ، فكيف بالحال يوم المزيد ؟ !
لو أحببت المعبود لحضر قلبك في عبادته .
ابن القيم ـ الفوائد .
قال تعالى :
( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ) .
فهذا ثناء من الله تعالى على قراء القرآن العظيم أنهم يستمرون على تلاوته ويداومون عليها ، فهم يتلون ألفاظه بدراسته ، ومعانيه بتتبعها واستخراجها .
الشوكاني ـ فتح القدير .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن يوسف

( ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين ) .
في هذه الآية دليل على أن الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى العباد سبب ينال به العلم ، وتنال به خيرات الدنيا والآخرة .
السعدي ـ فوائد مستنبطة من قصة يوسف .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن آل فرعون :
( النار يعرضون عليها غدواً وعشيا)
قال ابن سيرين :
كان أبو هريرة يأتينا بعد صلاة العصر فيقول : عرجت ملائكة ، وهبطت ملائكة ، وعرض آل فرعون على النار ، فلا يسمعه أحد إلا يتعوذ بالله من النار .
أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور لابن رجب .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) .
فمجالسة الفساق تبعث على مساوقة طباعهم وأخلاقهم الرديئة ، وهو داء دفين قلّ ما يتنبه له العقلاء فضلاً عن الغافلين ، وذلك أنه قلّ أن يجالس الإنسان فاسقاً مدة مع كونه منكراً عليه في باطنه إلا ولو قاس نفسه إلى ما قبل مجالسته لوجد فرقاً في النفور عن الفساد لأن الفساد يصير بكثرة المباشرة هيناً على الطبع ويسقط وقعه واستعظامه .
مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة .
فإذا رزقت يقظة فصنها في بيت عزلة فإن أيدي المعاشرة نهابة ، احذر معاشرة البطالين فإن الطبع لص ، لا تصادقن فاسقاً ولا تثق إليه ، فإن من خان أول منعم عليه لا يفي لك .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين ) .
كان أبو الدرداء

رموز الكنوز للرسعني .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
إذا كانت مشاهدة مخلوق يوم ( اخرج عليهن ) استغرقت إحساس الناظرات ( وقطعن أيديهن ) وما شعرن ، فكيف بالحال يوم المزيد ؟ !
لو أحببت المعبود لحضر قلبك في عبادته .
ابن القيم ـ الفوائد .
لطائف قرآنية : 27 :
إن المؤمن اتخذ كتاب ربه مرآة فمرة ينظر إلى ما نعت الله به المؤمنين ومرة ينظر إلى ما نعت الله به المفترين ، ومرة ينظر إلى الجنة وما وعد الله فيها ، ومرة ينظر إلى النار وما وعد الله فيها . تلقاه دائماً ناصباً كالسهم المرمى به شوقاً إلى ما شوقه الله إليه ، وهرباً مما خوفه الله منه .
سميط بن عجلان ـ هداية الإنسان في الاستغناء بالقرآن للمبرد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيرا ) .
( إن الله كان علياً كبيراً ) فاحذروه ولا تظلموا النسوة من غير سبب فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم وعجزن عن الإنصاف منكم فالله سبحانه عليّ قاهر كبير قادر ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن . فلا تغتروا بكونكم أعلى يداً منهن وأكبر درجة منهن ، فإن الله أعلى منكم وأقدر منكم عليهن ، فختم الآية بهذين الأسمين فيه تمام المناسبة .
القاسمي ـ محاسن التأويل .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وإن الله بكم لرءوف رحيم ) .
أقرب الخلق إلى الله تعالى أعظمهم رأفة ورحمة ، كما أن أبعدهم منه من اتصف بضد صفاته .
ابن القيم ـ الروح .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن المنافقين :
( كأنهم خشب مسندة ) .
أي : مقطوعة ممالة إلى الحائط لا تقوم بنفسها ، ولا هي ثابتة ، وإنما كانوا يستندون إلى من ينصرهم وإلى من يتظاهرون به .
أبو الوفاء بن عقيل ـ الآداب الشرعية لابن مفلح .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن مانعي زكاة الذهب والفضة :
( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) .
ظهر لي في هذه الآية معنى :
وهو أن كي هذه المواضع الثلاثة هي أشد على الإنسان من غيرها ، وهي متضمنة لجهاته الأربع ، الأمام والخلف واليمين والشمال ، وهذه الوجوه التي يُخرج منها الإنسان . فلما منعوا الواجب عليهم منعاً تاماً من جميع جهاتهم جوزوا بنقيض مقصودهم .
السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية .
إن المؤمن اتخذ كتاب ربه مرآة فمرة ينظر إلى ما نعت الله به المؤمنين ومرة ينظر إلى ما نعت الله به المفترين ، ومرة ينظر إلى الجنة وما وعد الله فيها ، ومرة ينظر إلى النار وما وعد الله فيها . تلقاه دائماً ناصباً كالسهم المرمى به شوقاً إلى ما شوقه الله إليه ، وهرباً مما خوفه الله منه .
سميط بن عجلان ـ هداية الإنسان في الاستغناء بالقرآن للمبرد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيرا ) .
( إن الله كان علياً كبيراً ) فاحذروه ولا تظلموا النسوة من غير سبب فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم وعجزن عن الإنصاف منكم فالله سبحانه عليّ قاهر كبير قادر ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن . فلا تغتروا بكونكم أعلى يداً منهن وأكبر درجة منهن ، فإن الله أعلى منكم وأقدر منكم عليهن ، فختم الآية بهذين الأسمين فيه تمام المناسبة .
القاسمي ـ محاسن التأويل .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وإن الله بكم لرءوف رحيم ) .
أقرب الخلق إلى الله تعالى أعظمهم رأفة ورحمة ، كما أن أبعدهم منه من اتصف بضد صفاته .
ابن القيم ـ الروح .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن المنافقين :
( كأنهم خشب مسندة ) .
أي : مقطوعة ممالة إلى الحائط لا تقوم بنفسها ، ولا هي ثابتة ، وإنما كانوا يستندون إلى من ينصرهم وإلى من يتظاهرون به .
أبو الوفاء بن عقيل ـ الآداب الشرعية لابن مفلح .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن مانعي زكاة الذهب والفضة :
( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) .
ظهر لي في هذه الآية معنى :
وهو أن كي هذه المواضع الثلاثة هي أشد على الإنسان من غيرها ، وهي متضمنة لجهاته الأربع ، الأمام والخلف واليمين والشمال ، وهذه الوجوه التي يُخرج منها الإنسان . فلما منعوا الواجب عليهم منعاً تاماً من جميع جهاتهم جوزوا بنقيض مقصودهم .
السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية .
لطائف قرآنية : 28 :
اعلموا عباد الله أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية وبلغت في معرفته الغاية ، ما كان لله في العلم به رضا ، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدى . وإن أجـمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه ، وتنزيله الذي لامرية فيه ، الفائز بجزيل الذخر وسنا الأجر تاليه .
الطبري ـ جامع البيان .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ورتل القرآن ترتيلاً )
أي تمهل وفرق بين الحروف لتبين ، والمقصد أن يجد الفكر فسحة للنظر وفهم المعاني ، وبذلك يرق القلب ويفيض عليه النور .
ابن عطية ـ المحرر الوجيز .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى ) .
إن قيل : كيف قابل ( اتقى ) بـ ( استغنى ) ؟ وهل يمكن العبد أن يستغني عن ربه طرفة عين ؟
قيل : هذا من أحسن المقابلة فإن المتقي لما استشعر فقره وفاقته وشدة حاجته إلى ربه اتقاه ، ولم يتعرض لسخطه وغضبه ومقته بارتكاب ما نهاه عنه . فإن من كان فقيراً شديد الحاجة والضرورة إلى شخص فإنه يتقي غضبه وسخطه عليه غاية الاتقاء ويجانب ما يكرهه غاية المجانبة ويعتمد فعل ما يحبه ويؤثره . فقابل التقوى بالاستغناء تشنيعاً لحال تارك التقوى ، ومبالغة في ذمه بأن فعَلَ فِعلَ المستغني عن ربه لا فعل الفقير المضطر إليه الذي لا ملجأ له منه إلا إليه ، ولاغنى له عن فضله وجوده وبره طرفة عين . فلله ما أحلى هذه المقابلة وما أجمع هاتين الآيتين للخيرات كلها وأسبابها وللشرور كلها وأسبابها .
ابن القيم ـ التبيان في أيمان القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال الضحاك ابن قيس :
اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة ، إن يونس
كان يذكر الله فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى :
( فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) . وإن فرعون كان طاغياً ناسياً لذكر الله ، فلما أدركه الغرق قال : آمنت ، فقال الله تعالى : ( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) .
نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي
لابن عباس لابن رجب الحنبلي .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
إني لأمر بالمثل من كتاب الله
ولا أعرفه فأغتم به لقول الله
: ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) .
عمرو بن مرة ـ فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام .
اعلموا عباد الله أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية وبلغت في معرفته الغاية ، ما كان لله في العلم به رضا ، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدى . وإن أجـمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه ، وتنزيله الذي لامرية فيه ، الفائز بجزيل الذخر وسنا الأجر تاليه .
الطبري ـ جامع البيان .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( ورتل القرآن ترتيلاً )
أي تمهل وفرق بين الحروف لتبين ، والمقصد أن يجد الفكر فسحة للنظر وفهم المعاني ، وبذلك يرق القلب ويفيض عليه النور .
ابن عطية ـ المحرر الوجيز .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى ) .
إن قيل : كيف قابل ( اتقى ) بـ ( استغنى ) ؟ وهل يمكن العبد أن يستغني عن ربه طرفة عين ؟
قيل : هذا من أحسن المقابلة فإن المتقي لما استشعر فقره وفاقته وشدة حاجته إلى ربه اتقاه ، ولم يتعرض لسخطه وغضبه ومقته بارتكاب ما نهاه عنه . فإن من كان فقيراً شديد الحاجة والضرورة إلى شخص فإنه يتقي غضبه وسخطه عليه غاية الاتقاء ويجانب ما يكرهه غاية المجانبة ويعتمد فعل ما يحبه ويؤثره . فقابل التقوى بالاستغناء تشنيعاً لحال تارك التقوى ، ومبالغة في ذمه بأن فعَلَ فِعلَ المستغني عن ربه لا فعل الفقير المضطر إليه الذي لا ملجأ له منه إلا إليه ، ولاغنى له عن فضله وجوده وبره طرفة عين . فلله ما أحلى هذه المقابلة وما أجمع هاتين الآيتين للخيرات كلها وأسبابها وللشرور كلها وأسبابها .
ابن القيم ـ التبيان في أيمان القرآن .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال الضحاك ابن قيس :
اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة ، إن يونس

( فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) . وإن فرعون كان طاغياً ناسياً لذكر الله ، فلما أدركه الغرق قال : آمنت ، فقال الله تعالى : ( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) .
نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي

ـ ـ ـ ـ ـ ـ
إني لأمر بالمثل من كتاب الله


عمرو بن مرة ـ فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام .
لطائف قرآنية : 29 :
قال تعالى :
( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ) .
فقاس سبحانه من حمّله كتابه ليؤمن به ولم يحمله إلا على ظهر قلب ، فقراءته بغير تدبر ولا تفهم ولا اتباع ولا تحكيم له وعمل بموجبه ، كحمار على ظهره زاملة أسفار لايدري ما فيها وحظه منها حملها على ظهره ليس إلا ، فحظه من كتاب الله
كحظ هذا الحمار من الكتب التي على ظهره . فهذا المثل وإن كان قد ضرب لليهود فهو متناول من حيث المعنى لمن حمل القرآن فترك العمل به ولم يؤد حقه ولم يرعه حق رعايته .
ابن القيم ـ إعلام الموقعين .
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن الكافرين :
( ولهم عذاب مقيم )
إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخرة ، من الآلام النفسية : غماً وحزناً وقسوة وظلمة قلب وجهلا ، فإن للكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم . ولهذا نجد غالب هؤلاء لا يطيبون عيشهم إلا بما يزيل العقل ، ويلهي القلب ، من تناول مسكر ، أو رؤية مله ، أو سماع مطرب ، ونحو ذلك .
ابن تيمية ـ اقتضاء الصراط المستقيم .
ـ ـ ـ ـ ـ
أربع آيات في كتاب الله إذا ذكرتهن لا أبالي على ما أصبحت أو أمسيت :
( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ) ، ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ) ، ( سيجعل الله بعد عسر يسرا ) ، ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) .
عامر بن عبد قيس ـ المدهش لابن الجوزي .
ـ ـ ـ ـ ـ
ذكر الله الرياح في القرآن جمعاً ومفردة فحيث كانت في سياق الرحمة أتت مجموعة وحيث وقعت في سياق العذاب أتت مفردة . وسر ذلك أن رياح الرحمة مختلفة الصفات والمهاب والمنافع وإذا هاجت منها ريح أُنشأ لها ما يقابلها ما يكسر سورتها ويصدم حدتها فينشأ من بينهما ريح لطيفة تنفع الحيوان والنبات . وأما في العذاب فإنها تأتي من وجه واحد لا يقوم لها شيء ولا يعارضها غيرها حتى تنتهي إلى حيث أُمرت . ثم تأمل كيف اطرد هذا إلا في قوله تعالى :
( هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف ) .
فذكر ريح الرحمة الطيبة بلفظ الإفراد لأن تمام الرحمة هناك إنما تحصل بوحدة الريح لاباختلافها . فإن السفينة لا تسير إلا بريح واحدة من وجه واحد تسيرها فإذا اختلفت عليها الرياح وتصادمت وتقابلت فهو سبب الهلاك فالمطلوب هناك ريح واحدة لا رياح . وأكد هذا المعنى بوصفها بالطيب دفعاً لتوهم أن يكون ريحاً عاصفة بل هي مما يفرح بها لطيبها .
فلينزه الفطن بصيرته في هذه الرياض المونقة المعجبة التي ترقص القلوب لها فرحاً ويغتذي بها عن الطعام والشراب فالحمد لله الفتاح العليم . فتبارك من أحيا قلوب من شاء من عباده بفهم كلامه ، وهذه المعاني ونحوها إذا تجلت للقلوب رافلة في حللها فإنها تسبي القلوب وتأخذ بمجامعها .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
قال تعالى :
( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ) .
فقاس سبحانه من حمّله كتابه ليؤمن به ولم يحمله إلا على ظهر قلب ، فقراءته بغير تدبر ولا تفهم ولا اتباع ولا تحكيم له وعمل بموجبه ، كحمار على ظهره زاملة أسفار لايدري ما فيها وحظه منها حملها على ظهره ليس إلا ، فحظه من كتاب الله

ابن القيم ـ إعلام الموقعين .
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن الكافرين :
( ولهم عذاب مقيم )
إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخرة ، من الآلام النفسية : غماً وحزناً وقسوة وظلمة قلب وجهلا ، فإن للكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم . ولهذا نجد غالب هؤلاء لا يطيبون عيشهم إلا بما يزيل العقل ، ويلهي القلب ، من تناول مسكر ، أو رؤية مله ، أو سماع مطرب ، ونحو ذلك .
ابن تيمية ـ اقتضاء الصراط المستقيم .
ـ ـ ـ ـ ـ
أربع آيات في كتاب الله إذا ذكرتهن لا أبالي على ما أصبحت أو أمسيت :
( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ) ، ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ) ، ( سيجعل الله بعد عسر يسرا ) ، ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) .
عامر بن عبد قيس ـ المدهش لابن الجوزي .
ـ ـ ـ ـ ـ
ذكر الله الرياح في القرآن جمعاً ومفردة فحيث كانت في سياق الرحمة أتت مجموعة وحيث وقعت في سياق العذاب أتت مفردة . وسر ذلك أن رياح الرحمة مختلفة الصفات والمهاب والمنافع وإذا هاجت منها ريح أُنشأ لها ما يقابلها ما يكسر سورتها ويصدم حدتها فينشأ من بينهما ريح لطيفة تنفع الحيوان والنبات . وأما في العذاب فإنها تأتي من وجه واحد لا يقوم لها شيء ولا يعارضها غيرها حتى تنتهي إلى حيث أُمرت . ثم تأمل كيف اطرد هذا إلا في قوله تعالى :
( هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف ) .
فذكر ريح الرحمة الطيبة بلفظ الإفراد لأن تمام الرحمة هناك إنما تحصل بوحدة الريح لاباختلافها . فإن السفينة لا تسير إلا بريح واحدة من وجه واحد تسيرها فإذا اختلفت عليها الرياح وتصادمت وتقابلت فهو سبب الهلاك فالمطلوب هناك ريح واحدة لا رياح . وأكد هذا المعنى بوصفها بالطيب دفعاً لتوهم أن يكون ريحاً عاصفة بل هي مما يفرح بها لطيبها .
فلينزه الفطن بصيرته في هذه الرياض المونقة المعجبة التي ترقص القلوب لها فرحاً ويغتذي بها عن الطعام والشراب فالحمد لله الفتاح العليم . فتبارك من أحيا قلوب من شاء من عباده بفهم كلامه ، وهذه المعاني ونحوها إذا تجلت للقلوب رافلة في حللها فإنها تسبي القلوب وتأخذ بمجامعها .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
لطائف قرآنية : الأخيرة :
الأفضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله تعالى يخاطبك به فتجمع قلبك على فهمه وتدبره والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك .
ابن القيم ـ مدارج السالكين .
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )
ولو ذهبنا نستعرض لطفه سبحانه في نعمه الظاهرة لفنيت الأعمار ولم ندرك لها عداً ويكفي أن نذكر لطفه سبحانه في تيسير لقمة واحدة يتناولها العبد من غير كلفة يتجشمها وقد تعاون على إصلاحها خلق كثير . من مصلح الأرض وزارعها وساقيها وحاصدها ومنقيها وطاحنها وعاجنها وخابزها ، وتيسير مضغها مما وضع الله في الفم من أسنان طاحنة وقاطعة ولسان يدير اللقمة ويسهلها للبلع ولعاب يسهل مرورها في المريء إلى آخر هذه الألطاف الربانية .
عبدالعزيز الجليل ـ ولله الأسماء الحسنى .
ـ ـ ـ ـ ـ
: المعوذتين :
حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن تحطيم إبراهيم
للأصنام :
( فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم )تأمل هذا الاحتراز العجيب ! فإن كل ممقوت عند الله لا يطلق عليه ألفاظ التعظيم إلا على وجه إضافته لأصحابه ، كما كان النبي
إذا كتب إلى ملوك الأرض المشركين يقول : إلى عظيم الفرس ، إلى عظيم الروم ونحو ذلك ولم يقل : إلى العظيم . وهنا قال تعالى : ( إلا كبيراً لهم ) ولم يقل كبيراً من أصنامهم ، فهذا ينبغي التنبه له والاحتراز من تعظيم ما حقره الله إلا إذا أضيف إلى من عظمه .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
ـ ـ ـ ـ ـ
فنحمد الله العزيز ، الذي أنزل كتاباً عزيزاً : ( وإنه لكتاب عزيز ) على نبي عزيز : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز )لأمة عزيزة : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) .
الرازي ـ التفسير الكبير .
الأفضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله تعالى يخاطبك به فتجمع قلبك على فهمه وتدبره والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك .
ابن القيم ـ مدارج السالكين .
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى :
( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )
ولو ذهبنا نستعرض لطفه سبحانه في نعمه الظاهرة لفنيت الأعمار ولم ندرك لها عداً ويكفي أن نذكر لطفه سبحانه في تيسير لقمة واحدة يتناولها العبد من غير كلفة يتجشمها وقد تعاون على إصلاحها خلق كثير . من مصلح الأرض وزارعها وساقيها وحاصدها ومنقيها وطاحنها وعاجنها وخابزها ، وتيسير مضغها مما وضع الله في الفم من أسنان طاحنة وقاطعة ولسان يدير اللقمة ويسهلها للبلع ولعاب يسهل مرورها في المريء إلى آخر هذه الألطاف الربانية .
عبدالعزيز الجليل ـ ولله الأسماء الحسنى .
ـ ـ ـ ـ ـ
: المعوذتين :
حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن تحطيم إبراهيم

( فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم )تأمل هذا الاحتراز العجيب ! فإن كل ممقوت عند الله لا يطلق عليه ألفاظ التعظيم إلا على وجه إضافته لأصحابه ، كما كان النبي

السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
ـ ـ ـ ـ ـ
فنحمد الله العزيز ، الذي أنزل كتاباً عزيزاً : ( وإنه لكتاب عزيز ) على نبي عزيز : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز )لأمة عزيزة : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) .
الرازي ـ التفسير الكبير .
وفي الختام :
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه . ولم يكن لي في هذه اللطائف من الافتخار سوى الاختيار وأرجو أن أكون قد وفقت فيه . وقد كنت أؤمل أن أسوقها لكم مرتبة على ترتيب الأجزاء ولكن داهمني الوقت فجاءت كما قيل :
كعقد انفرطت لأليه فاختلط رخيصه بغاليه . وأختم بما قاله الزرقاني : تلك محاولاتي وأهدافي فإذا كنت أصبتها فذلك الفضل من الله ( وما بكم من نعمة فمن الله ) وإن كانت الثانية فإنما هي نفسي وأستغفر الله .
وكما قال ابن الوردي :
فإذا ظفرت بمسألة فاخمة فادع لي بحسن الخاتمة ، وإذا ظفرت بعثرة فادع لي بالتجاوز والمغفرة . وأصلي وأسلم على الحبيب المصطفى ما لجأ ظمآن لري وآوى ضاح إلى في .
: ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب :
||الملتقى||
:
:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ومَا مِنْ [ كَاتِبٍ ] إلا سَيفنى * ويُبقي الدَّهرُ مَاكتبت يَداه
فـلا تَكتب بخطِكَ غَير شَيءٍ * يَسُركَ في القيامةِ أن تَـراه